تقلصات العضلات علامة تحذيرية صامتة.. تكشف نقص عنصر غذائي أساسي بجسمك

تقلصات العضلات علامة تحذيرية صامتة.. تكشف نقص عنصر غذائي أساسي بجسمك
تقلصات العضلات علامة تحذيرية صامتة.. تكشف نقص عنصر غذائي أساسي بجسمك

كثيرا ما يخلط الناس بين الآلام المفاجئة التي تصيب الساق أو اليد وبين مشاكل العظام التقليدية مثل الخشونة أو التعرض لتيار هواء بارد بينما الحقيقة قد تكون مختلفة تماما فهذه التقلصات العضلية المؤلمة التي قد توقظك ليلا ليست دائما ناتجة عن إجهاد عضلي بل هي غالبا رسالة مباشرة من الجسم تشير إلى وجود نقص في عناصر غذائية أساسية.

يمكن تمييز التقلص العضلي عن آلام العظام والمفاصل بعلامات واضحة فهو ألم حاد ومفاجئ يصيب عادة عضلة واحدة وغالبا ما تكون في الساق أو القدم ويصاحبه شعور بالشد القوي أو التشنج وتستمر هذه الحالة لبضع ثوان أو دقائق قبل أن تزول تدريجيا ومن الشائع تكرارها أثناء الليل أو بعد مجهود بدني شاق أو في الأجواء الحارة وخلال فترات الصيام الطويلة.

يعتبر الجفاف أحد أبرز المسببات المباشرة للتشنجات العضلية خاصة عند ممارسة الرياضة أو في الطقس الحار حيث يفقد الجسم كميات كبيرة من الأملاح والمعادن عبر التعرق وعدم تعويض هذه السوائل والأملاح بالقدر الكافي يخل بتوازن الكهارل في الجسم مما يؤدي مباشرة إلى حدوث التقلصات لذلك ينصح بشرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء يوميا مع زيادة هذه الكمية عند بذل مجهود كبير.

تعد بعض المعادن ضرورية جدا لضمان عمل العضلات بانسيابية ويأتي المغنيسيوم في مقدمتها كونه المسؤول الرئيسي عن ارتخاء الألياف العضلية ويؤدي نقصه إلى توتر وتقلصات مستمرة ويمكن الحصول عليه من المكسرات والحبوب الكاملة والسبانخ والموز والشوكولاتة الداكنة. وإلى جانبه يعمل البوتاسيوم على تنظيم الانقباض العضلي ونقصه شائع لدى من يتعرقون بغزارة أو يستخدمون أدوية مدرة للبول وتعد البطاطا والموز والأفوكادو والزبادي والطماطم من أغنى مصادره.

لا يقتصر دور الكالسيوم على بناء العظام والأسنان فقط بل هو حيوي أيضا لنقل الإشارات العصبية التي تأمر العضلات بالانقباض والانبساط ويمكن أن يسبب نقصه رعشة أو تشنجات عضلية غير مبررة وتتمثل مصادره الرئيسية في الحليب ومنتجات الألبان بالإضافة إلى اللوز والبروكلي والسردين.

في معظم الحالات التي لا تكون فيها التقلصات مرتبطة بحالة مرضية كامنة كمشاكل الأعصاب أو أمراض الكلى فإن إجراء تعديلات بسيطة على النظام الغذائي يمكن أن يحدث فرقا كبيرا ويحل المشكلة من جذورها ويشمل ذلك إضافة الخضروات الطازجة إلى كل وجبة وتناول المكسرات النيئة غير المملحة كوجبات خفيفة والابتعاد عن الإفراط في استهلاك الكافيين والمشروبات التي تدر البول مع الحرص على عدم إهمال وجبة الإفطار لتغذية العضلات منذ بداية اليوم.

مع ذلك يجب عدم إهمال هذه التشنجات واستشارة الطبيب المختص إذا أصبحت متكررة بشكل لافت كأن تحدث أكثر من ثلاث مرات أسبوعيا دون سبب واضح أو إذا كانت تؤثر سلبا على جودة النوم والأنشطة اليومية أو في حال رافقها أعراض أخرى مثل التورم أو التنميل أو ضعف عام في العضلات ففي هذه الحالات يصبح الفحص الطبي ضروريا لتحديد السبب الدقيق.