المراهقة وتحدياتها.. 10 خطوات ذكية لكسب صداقة ابنتك إلى الأبد

المراهقة وتحدياتها.. 10 خطوات ذكية لكسب صداقة ابنتك إلى الأبد
المراهقة وتحدياتها.. 10 خطوات ذكية لكسب صداقة ابنتك إلى الأبد

تواجه كثير من الأمهات تحديا كبيرا في التعامل مع بناتهن خلال مرحلة المراهقة التي لا تمثل مجرد فترة عمرية عابرة بل هي مرحلة تحولات فكرية ونفسية عميقة تمر بها الفتاة وتفرض على الأم أسلوبا جديدا في التعامل لبناء علاقة قوية ومتينة تتجاوز الصراعات المحتملة.

إن مفتاح العلاقة الصحية يكمن في الاستماع الصادق للفتاة المراهقة فالأمر لا يتعلق بانتظار دورك في الحديث أو تقديم النصائح بل بمنحها مساحة كاملة للتعبير عن نفسها حتى النهاية دون مقاطعة أو إصدار أحكام مسبقة فهي في كثير من الأحيان لا تبحث عن حلول بقدر ما تحتاج إلى الشعور بأن هناك من يفهمها وينصت إليها بصدق.

ويتجاوز التواصل الفعال مجرد الاستماع ليشمل المشاركة الحقيقية في عالم ابنتك الخاص وذلك من خلال مشاهدة مقطع فيديو تحبه معها أو سؤالها عن نوع الموسيقى التي تفضلها أو حتى استشارتها في رأيها بأزيائك الخاصة فهذه التفاصيل الصغيرة تجعلها تشعر باهتمامك بعالمها واهتماماتها وليس فقط بواجباتها المدرسية ومسؤولياتها.

من الضروري تغيير صيغة الأسئلة الموجهة لها من أسلوب التحقيق الذي يشعرها بالاتهام إلى أسلوب ينم عن المحبة والاهتمام فبدلا من سؤالها كنت أين ومع من يمكنك أن تسأليها هل كان يومك جيدا أخبريني كيف مر فهذا الفرق في الأسلوب يفتح بابا للحوار الإيجابي ويشجعها على الانفتاح والتجاوب.

احترام خصوصية الفتاة المراهقة يعد حجر الزاوية في بناء الثقة بينكما فتفتيش هاتفها أو قراءة مذكراتها الخاصة دون علمها يهدم جسور الثقة حتى لو كانت نواياك سليمة وإذا شعرت بالقلق من أمر ما فإن الحوار الصريح المباشر هو البديل الأفضل للمراقبة الصامتة التي تزيد من الفجوة بينكما.

يجب أن يكون المنزل ملاذا آمنا للفتاة وليس ساحة للمحاكمة والتحقيق المستمر فهي تواجه بالفعل ضغوطا يومية وتحديات في محيطها الاجتماعي والمدرسي وإذا لم تجد في بيتها الراحة والأمان النفسي فستبحث عنهما في مكان آخر لذا اجعلي البيت مساحة تشعر فيها بالقبول غير المشروط.

في سياق الخلافات من الضروري التركيز على المشكلة الحالية وتجنب فتح سجلات الماضي واستدعاء كل أخطائها السابقة فالمراهقة بطبيعتها تكره التذكير الدائم بعيوبها وقد يؤدي هذا الأسلوب إلى انغلاقها عاطفيا وشعورها بأنها تخضع لمحاكمة مستمرة بدلا من التوجيه.

لا تترددي في الاعتراف بأخطائك أمامها فهذا يعلمها القوة لا الضعف حين تقولين كنت مخطئة حين غضبت بتلك الطريقة فإنك تمنحينها نموذجا في الشجاعة والإنصاف وتجعلينها تشعر بالأمان النفسي للاعتراف بأخطائها هي الأخرى في المستقبل.

جزء مهم من دورك كأم هو تمكين ابنتك وتعليمها المهارات التي تحتاجها في هذه المرحلة الحرجة علميها أن تقول لا بثقة ودون الشعور بالذنب أو الخجل تجاه أي شيء يخالف مبادئها أو يسبب لها عدم الارتياح فهذه المهارة تحميها من الضغوط الخارجية وتساعدها على بناء شخصية قوية.

إن مشاركة الأم لبعض تجاربها ومواقفها الشخصية التي مرت بها في سن المراهقة يخلق رابطا عاطفيا فريدا فعندما تخبرينها عن خطأ تعلمت منه أو تحد واجهته في عمرها فإنها تشعر بأنك تفهمينها لأنك كنت يوما في مكانها وهذا يقرب المسافات بينكما.

ويجب ألا تغفلي عن التعبير المستمر والصريح عن حبك لابنتك حتى في أوقات الخلاف أو عندما ترتكب خطأ فالمراهقة تحتاج إلى تأكيد هذا الحب باستمرار لتشعر بالاستقرار العاطفي حتى وإن لم تطلبه بشكل مباشر فكلمة أنا أحبك لها تأثير كبير في تقوية العلاقة.