
شهدت أسعار الذهب عالمياً قفزة تاريخية غير مسبوقة حيث تجاوز سعر الأونصة مستوى 3650 دولاراً في التعاملات الفورية محطماً بذلك جميع الأرقام القياسية السابقة للمعدن النفيس وهو ما دفع العقود الآجلة للذهب للصعود بدورها إلى 3694 دولاراً بنسبة مكاسب بلغت 0.80 بالمئة.
تأتي هذه الزيادة الكبيرة في الأسواق العالمية انعكاساً مباشراً لتزايد توقعات المستثمرين بشأن خفض أسعار الفائدة الأمريكية خاصة في ظل ظهور بيانات اقتصادية ضعيفة وتصاعد القلق حول استقلالية مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بسبب التدخلات السياسية المتكررة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ويرى خبراء مثل إيهاب واصف رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة أن هذه التطورات تؤكد على الارتباط الوثيق بين أسعار الذهب محلياً والتحركات في البورصات العالمية حيث إن سعر المعدن الأصفر في مصر يتأثر بشكل مباشر بسعر الأونصة عالمياً وسعر صرف الدولار.
وعلى الصعيد المحلي انعكست هذه الطفرة العالمية بوضوح على الأسعار في السوق المصرية حيث ارتفع سعر جرام الذهب من عيار 21 وهو الأكثر انتشاراً ليسجل 4890 جنيهاً بزيادة بلغت قيمتها 15 جنيهاً في منتصف التعاملات.
وامتدت موجة الارتفاعات لتشمل بقية الأعيرة فقد وصل سعر جرام الذهب عيار 24 إلى 5588 جنيهاً بينما بلغ سعر جرام عيار 18 مستوى 4191 جنيهاً كما قفز سعر الجنيه الذهب ليسجل 39120 جنيهاً وارتفع سعر السبيكة وزن واحد جرام شاملة المصنعية إلى 5788 جنيهاً.
وتعزز هذه المكاسب توقعات بعض المؤسسات المالية الكبرى مثل غولدمان ساكس التي رجحت إمكانية وصول سعر أونصة الذهب إلى مستوى خمسة آلاف دولار وذلك في حال استمرار الضغوط السياسية على الفيدرالي الأمريكي مما قد يضعف من قدرته على اتخاذ قرارات نقدية مستقلة.
يؤكد هذا الصعود المتواصل جاذبية الذهب كملاذ آمن يلجأ إليه المستثمرون سواء على المستوى المحلي أو الدولي لحماية مدخراتهم في أوقات يسودها عدم اليقين الاقتصادي والتوترات الجيوسياسية الراهنة.