التعلق المرضي.. كيف تحوّل علاقتك من سجن مؤلم إلى قصة حب صحية

التعلق المرضي.. كيف تحوّل علاقتك من سجن مؤلم إلى قصة حب صحية
التعلق المرضي.. كيف تحوّل علاقتك من سجن مؤلم إلى قصة حب صحية

حذر خبير العلاقات الإنسانية الدكتور أحمد أمين من أن التعلق المفرط بشخص ما قد يحول العلاقة العاطفية من ملاذ آمن ومصدر للسعادة إلى سبب مباشر للضغط النفسي والمعاناة المستمرة. وشدد على الأهمية القصوى للتمييز بين الحب الصحي المتوازن وبين الارتباط المرضي الذي يفقد العلاقة توازنها وقيمتها.

أوضح أمين أن شعور التعلق في حد ذاته أمر طبيعي يختبره أغلب البشر لكن المشكلة تبدأ حين يتجاوز هذا الشعور حده الطبيعي ليصبح اعتمادا كليا على الطرف الآخر. هذا الاعتماد الكامل يجعل الشخص في حالة من التوتر النفسي الدائم ويؤثر سلبا على صحته النفسية وعلاقاته الاجتماعية الأخرى حيث يصبح شريكه هو محور حياته الوحيد.

لفهم الفرق بشكل أوضح يمكن القول إن الحب الحقيقي يمنح شعورا بالسعادة والحرية ويدعم النمو الشخصي بينما التعلق المرضي يولد القلق والخوف الدائم من فقدان الطرف الآخر. فالحب يضيف إلى حياتك أما التعلق فيجعلك تشعر أن حياتك ناقصة بدون هذا الشخص وهو شعور مدمر على المدى الطويل.

ولحماية النفس من الوقوع في فخ هذا النوع من العلاقات المؤذية قدم خبير العلاقات الإنسانية مجموعة من الخطوات العملية. يأتي في مقدمتها ضرورة التركيز على الحياة الشخصية من خلال الاهتمام بالعمل أو الدراسة وتنمية الهوايات وتخصيص وقت للعلاقات الاجتماعية الأخرى مع الأصدقاء والعائلة.

كذلك من المهم جدا تخصيص وقت خاص للنفس والابتعاد أحيانا عن الشريك لفترة وجيزة. هذا الابتعاد المؤقت لا يعني غياب الحب بل يمنح مساحة كافية للراحة النفسية والتفكير بهدوء ومنطق بعيدا عن ضغط المشاعر اللحظية ويساعد على استعادة الهوية الفردية.

كما أن التعبير عن المشاعر يعد أداة فعالة لتجنب التعلق المبالغ فيه سواء كان ذلك عن طريق الحديث الصريح مع صديق تثق به أو من خلال تدوين اليوميات أو حتى اللجوء إلى جلسات الدعم النفسي المتخصصة. فكبت المشاعر يزيد من احتمالية تحولها إلى ارتباط غير صحي.

إضافة إلى ذلك فإن وضع حدود واضحة وصحية في العلاقة أمر لا غنى عنه. فالعلاقات الناجحة تقوم على التوازن بين الأخذ والعطاء والحفاظ على المساحة الشخصية والراحة النفسية لكل طرف. فالحب لا يعني التخلي الكامل عن الذات واحتياجاتها.

وفي النهاية أكد الدكتور أحمد أمين أن إدراك قيمة الذات وحب النفس هما حجر الأساس لأي علاقة عاطفية متوازنة وصحية. فالشخص الذي يقدر ذاته أولا ويحبها يكون أكثر استعدادا وقدرة على بناء علاقة قائمة على الاحترام المتبادل والمودة الحقيقية بعيدا عن الارتباطات المرضية.