
في خطوة استثنائية تتجاوز المسار الأكاديمي التقليدي اختار الشاب الأمريكي زاك يادجاري البالغ من العمر 18 عاما أن يؤسس شركته الناشئة بدلا من الالتحاق بالجامعة مع أقرانه وقد أثمر قراره عن نجاح مالي فاق التوقعات عبر إطلاقه تطبيقا مبتكرا يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
انطلقت رحلة تطبيق Cal AI في مايو 2024 من غرفة متواضعة بمنزل والدي زاك في نيويورك ليتحول خلال أشهر قليلة إلى شركة مليونية حيث تمكن من تحقيق إيرادات إجمالية مذهلة بلغت 1.4 مليون دولار بينما تجاوزت صافي الأرباح الشهرية حاجز 274 ألف دولار ويعتمد زاك على فريق عمل مكون من 30 موظفا لتشغيل وإدارة التطبيق المتاح مجانا عبر متاجر أبل وجوجل بلاي مع توفير خطط اشتراك مدفوعة تبدأ من 2.49 دولار شهريا.
لم يكن هذا النجاح وليد الصدفة فشغف زاك بالبرمجة بدأ في سن مبكرة للغاية حيث انطلق في تعلمها وهو في السابعة من عمره بدعم وتشجيع من والدته وقبل أن يستقر على فكرة تطبيق حساب السعرات الحرارية جرب العديد من الأفكار والمشاريع التقنية التي صقلت مهاراته ومهدت طريقه نحو ريادة الأعمال.
وتعد هذه التجربة ليست الأولى للشاب الطموح فخلال فترة دراسته الثانوية أسس زاك موقعا للألعاب الإلكترونية ساعد من خلاله الطلاب على تخطي قيود شبكات الإنترنت المفروضة في المدارس وقد نجح في بيع هذا المشروع مطلع عام 2024 مقابل 100 ألف دولار لشركة أخرى وهو ما منحه رأس المال الأولي والثقة اللازمة لمشروعه الأكبر.
على الرغم من المنافسة الشرسة في سوق تطبيقات الصحة واللياقة البدنية ووجود أسماء كبيرة وراسخة مثل تطبيق MyFitnessPal يثق زاك يادجاري تماما في قدرة تطبيقه على التفوق ويؤكد أن الدقة الفائقة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي في تحليل صور الطعام وحساب مكوناتها الغذائية ستجعله الخيار الأول للمستخدمين واللاعب الرائد في هذا المجال.
بدأ زاك حملته التسويقية بميزانية محدودة جدا لم تتجاوز 2000 دولار مستعينا بأصدقائه المبرمجين لتطوير نموذج أولي يحلل الصور بكفاءة عالية وكانت النتائج الأولية مبهرة حيث حقق في شهره الأول إيرادات وصلت إلى 28 ألف دولار ثم تضاعف هذا الرقم بشكل كبير في الشهر التالي ليقفز إلى 115 ألف دولار.
يعيش الشاب الآن حياة فاخرة تشبه قصص النجاح السينمائية حيث يقيم في فيلا بصحبة أصدقائه ويقود سيارة لامبورجيني تحمل اسم تطبيقه لكن خلف هذا المظهر يدرك زاك حجم المسؤولية الضخمة الملقاة على عاتقه إذ تصل نفقاته الشهرية إلى حوالي 770 ألف دولار تغطي تكاليف التسويق المكثف ورواتب الموظفين والخدمات التقنية وهو يعي تماما أن شركته يعتمد عليها موظفون وعائلات بأكملها.
وبالنظر إلى المستقبل لا يرى زاك نفسه يمضي وقتا طويلا في الدراسة الجامعية بل يخطط خلال العامين المقبلين لبيع التطبيق أو تعيين رئيس تنفيذي جديد لإدارته ليتفرغ هو لمشاريعه القادمة في عالم الذكاء الاصطناعي ويقول إن ريادة الأعمال هي مستقبله الذي يطمح من خلاله إلى ترك بصمة وإرث شخصي مميز.