شهدت أسواق المعادن الثمينة العالمية قفزة تاريخية حيث سجل سعر الذهب مستوى قياسيا جديدا متجاوزا حاجز 3651 دولارا للأونصة في بداية تداولات اليوم بينما صعدت العقود الآجلة للمعدن الأصفر إلى 3694 دولارا محققة مكاسب بلغت 0.80 بالمئة وهو ما أثر بشكل مباشر على الأسواق المحلية.
يأتي هذا الصعود الكبير في وقت يترقب فيه المتعاملون والمستثمرون مستقبل قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وسط حالة من عدم اليقين تحيط بالرسوم الجمركية التي يفرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتزايد الحديث عن احتمالية خفض أسعار الفائدة بنسبة تصل إلى 50 نقطة أساس بدلا من 25 نقطة فقط خلال اجتماع الشهر الحالي.
وتعززت رهانات المستثمرين على أن البنك الفيدرالي قد يتجه إلى تنفيذ ثلاثة تخفيضات لأسعار الفائدة على مدار عام 2025 بما في ذلك خفض متوقع بربع نقطة مئوية في اجتماعه الأسبوع القادم ويستفيد الذهب عادة من بيئة أسعار الفائدة المنخفضة لأنه أصل لا يدر عائدا على حيازته مما يزيد من جاذبيته.
وعلى الصعيد المحلي انعكست هذه الطفرة العالمية على أسعار الذهب في مصر اليوم الأربعاء 10 سبتمبر 2025 حيث استقرت الأسعار بعد ارتفاعها القوي في تعاملات الأمس مع توقعات بحدوث تغيرات كبيرة خلال الساعات القادمة ويتأثر سعر الذهب في السوق المصرية بشكل مباشر بتحركات سعر الأونصة عالميا وسعر صرف الدولار.
وقد أوضح إيهاب واصف رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة أن هذه الزيادة القياسية جاءت مدفوعة بتزايد الرهانات على خفض الفائدة الأمريكية في ظل بيانات اقتصادية ضعيفة وتصاعد المخاوف بشأن استقلالية قرارات الاحتياطي الفيدرالي مع التدخلات السياسية المتكررة من الرئيس الأمريكي.
وتظهر أسواق المقايضات احتمالا بنسبة 85 بالمئة لخفض أسعار الفائدة هذا الشهر لكن الغموض لا يزال يكتنف حجم هذا الخفض مع وجود مخاوف بشأن مسار التضخم وسوق العمل في الولايات المتحدة بعد شهر سبتمبر خصوصا مع بدء ظهور تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الاقتصاد.
وتدعم توقعات المؤسسات المالية الكبرى مثل غولدمان ساكس هذه المكاسب إذ رجحت وصول سعر الأونصة إلى مستوى 5 آلاف دولار إذا استمر الضغط السياسي على الفيدرالي الأمريكي وتأثرت قدرته على اتخاذ قرارات نقدية مستقلة.
وفي تفاصيل الأسعار بالسوق المصرية سجل سعر جرام الذهب من عيار 24 مستوى 5588 جنيها وبلغ سعر جرام الذهب من عيار 21 الأكثر انتشارا 4890 جنيها ووصل سعر جرام الذهب من عيار 18 إلى 4191 جنيها بينما سجل سعر الجنيه الذهب 39120 جنيها.
ويواصل المعدن الأصفر الحفاظ على جاذبيته الاستثمارية باعتباره ملاذا آمنا للمستثمرين في الداخل والخارج في ظل حالة الضبابية الاقتصادية والجيوسياسية التي يشهدها العالم حاليا مما يدفع الكثيرين للتحوط به من تقلبات الأسواق الأخرى.
