شهدت الأسواق العالمية قفزة تاريخية في أسعار الذهب حيث حطم المعدن الأصفر الأرقام القياسية مسجلاً مستويات لم يسبق لها مثيل متجاوزاً حاجز 3651 دولاراً للأونصة. ويأتي هذا الصعود اللافت مدفوعاً بتوقعات متزايدة حول إقدام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على خفض أسعار الفائدة في ظل بيانات اقتصادية ضعيفة وتصاعد للمخاوف.
وعلى الصعيد المحلي انعكست هذه التطورات العالمية بشكل مباشر على سوق الصاغة في مصر حيث سجلت أسعار الذهب استقراراً ملحوظاً خلال تعاملات اليوم الأربعاء بعد موجة ارتفاع قوية شهدتها أمس. ووصل سعر جرام الذهب من عيار 21 الذي يعد الأكثر انتشاراً إلى مستوى 4890 جنيهاً وسط ترقب لتغيرات جديدة قد تطرأ على الأسعار.
وفي تفاصيل الأسعار المحلية بلغ سعر جرام الذهب من عيار 24 قيمة 5588 جنيهاً فيما سجل سعر جرام عيار 18 نحو 4191 جنيهاً أما الجنيه الذهب فقد وصل سعره إلى 39120 جنيهاً.
وأوضح إيهاب واصف رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة أن هذه الزيادة التي شهدتها الأسواق هي انعكاس مباشر للحركة في البورصات العالمية. وأشار إلى أن المخاوف بشأن استقلالية قرارات البنك المركزي الأمريكي بسبب التدخلات السياسية المتكررة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد عززت من جاذبية الذهب كملاذ آمن.
وتدعم توقعات مؤسسات مالية كبرى هذا الاتجاه حيث تشير بعض التحليلات إلى احتمالية وصول سعر الأونصة إلى 5 آلاف دولار إذا استمرت الضغوط السياسية على الفيدرالي وأثرت على قدرته في اتخاذ قرارات نقدية مستقلة.
ويقوم المتعاملون في الأسواق حالياً بتقييم المسار المستقبلي لسياسات الاحتياطي الفيدرالي وسط حالة من عدم اليقين تحيط بالرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي. وقد تزايد الحديث عن خفض محتمل للفائدة بنسبة 50 نقطة أساس بدلاً من 25 نقطة فقط خلال الاجتماع القادم.
وتشير رهانات المستثمرين بحسب أسواق المقايضات إلى وجود احتمال بنسبة تقارب 85% لخفض الفائدة هذا الشهر لكن الغموض ما زال يكتنف حجم هذا الخفض. ويستفيد الذهب عادة من انخفاض أسعار الفائدة لأنه أصل لا يدر عائداً على حيازته مما يجعله أكثر جاذبية للمستثمرين في أوقات تيسير السياسة النقدية.
