في ظل الهوس المتزايد بالحصول على الجسم المثالي الذي تروج له منصات التواصل الاجتماعي يلجأ الكثيرون إلى المكملات الغذائية كحل سريع وسهل لتحقيق أهدافهم سواء بزيادة الوزن أو إنقاصه. هذه المنتجات التي تأتي في عبوات جذابة وتعد بنتائج فورية دون أي مجهود تخفي وراءها حقيقة مقلقة وتهديدا مباشرا لصحة الإنسان خاصة الأعضاء الحيوية مثل الكبد والكلى.
إن الخطر الأكبر في هذه المنتجات يكمن في تركيبتها المجهولة وغير الخاضعة للرقابة الصحية الصارمة فغالبا ما تحتوي على مواد كيميائية غير معلنة أو منشطات قوية قد تسبب اضطرابات خطيرة في وظائف القلب وترفع ضغط الدم بشكل مفاجئ. يتعامل الجسم مع هذه المكونات على أنها سموم ومواد غريبة ما يضع عبئا هائلا على الكبد والكلى اللذين يعملان بشكل مستمر لتصفية الدم والتخلص من هذه الشوائب.
مع الاستمرار في تناول هذه المكملات دون استشارة طبية تتزايد الضغوط على أجهزة الجسم الحيوية ما قد يؤدي بمرور الوقت إلى الإصابة بالتهابات كبدية مزمنة أو حتى الوصول إلى مرحلة الفشل الكلوي. إن النتائج السريعة التي يلاحظها المستخدمون غالبا ما تكون وهمية ومؤقتة فهي لا تمثل زيادة حقيقية في الكتلة العضلية أو خسارة فعلية للدهون بل تكون في معظم الأحيان مجرد احتباس للسوائل أو اضطرابات في الجهاز الهضمي وسرعان ما يعود الجسم إلى حالته السابقة وربما أسوأ بمجرد التوقف عن استخدام المنتج.
لا تقتصر الأضرار على الجانب الجسدي فقط بل تمتد لتشمل الصحة النفسية والعصبية. العديد من مكملات التخسيس تحتوي على محفزات عصبية تهدف إلى كبح الشهية وزيادة الطاقة لكنها في المقابل قد تسبب آثارا جانبية مدمرة مثل الشعور الدائم بالقلق ونوبات الأرق الشديد والدخول في حالات اكتئاب بالإضافة إلى التسبب في عدم انتظام ضربات القلب وهو أمر يهدد الحياة.
كذلك تعمل الكثير من هذه المنتجات على إحداث خلل عميق في التوازن الهرموني الطبيعي للجسم وتؤثر بشكل مباشر على أداء الغدد الصماء. عند النساء قد يؤدي هذا الخلل إلى اضطرابات حادة في الدورة الشهرية وظهور مشاكل تتعلق بالخصوبة على المدى الطويل. إن المخاطرة بصحة لا يمكن تعويضها مقابل تغيير مؤقت في المظهر الجسدي تعد مجازفة غير محسوبة فالتحكم في الوزن يمكن تحقيقه بطرق آمنة وتدريجية لكن استعادة صحة الكبد والكلى بعد تلفهما أمر بالغ الصعوبة.
