
شهدت أسعار الذهب عالميا قفزة تاريخية غير مسبوقة حيث تجاوز سعر المعدن النفيس حاجز 3651 دولاراً في مستهل التعاملات مسجلا بذلك أعلى نقطة يصل إليها في تاريخ تسعيره. وتأتي هذه التحركات وسط حالة من الترقب تسود أوساط المستثمرين الذين يتابعون عن كثب مستقبل السياسات النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والغموض الذي يكتنف التوترات التجارية العالمية.
وتعزز صعود الذهب بارتفاع العقود الآجلة التي سجلت مكاسب بنسبة 0.80% لتصل إلى مستوى 3694 دولاراً. ويفسر المحللون هذا الإقبال المتزايد على الملاذات الآمنة بتزايد الرهانات في الأسواق على أن البنك الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه نحو تخفيضات متتالية لأسعار الفائدة خلال عام 2025 قد تصل إلى ثلاث تخفيضات. ويجد الذهب دعماً قوياً في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة لأنه أصل لا يدر عائداً مما يزيد من جاذبيته مقارنة بالأصول الأخرى التي تتأثر عوائدها سلباً بخفض الفائدة.
وتشير تحليلات أسواق المقايضات إلى أن احتمالية خفض أسعار الفائدة خلال اجتماع الشهر الحالي تصل إلى نحو 85% لكن الجدل لا يزال قائماً حول حجم هذا الخفض. فهناك حديث متزايد عن خفض كبير بمقدار 50 نقطة أساس بدلاً من 25 نقطة فقط وهو ما يعكس قلق المتعاملين بشأن مسار التضخم وسوق العمل في الولايات المتحدة خاصة بعد شهر سبتمبر حيث من المتوقع أن تبدأ تأثيرات الرسوم الجمركية الأمريكية في الظهور بوضوح على الاقتصاد.
وعلى الصعيد المحلي في سلطنة عمان عكست الأسواق حالة من الاستقرار في الأسعار وسط تداولات نشطة ومتابعة حثيثة من قبل المستثمرين والمستهلكين للتطورات في البورصات العالمية. وقد شهدت أسعار مختلف العيارات ثباتاً نسبياً في قيمتها بالريال العماني.
وبالنظر إلى تفاصيل الأسعار في السوق العمانية فقد سجل سعر الذهب من عيار 24 قيمة 45.050 ريالاً بينما بلغ سعر عيار 22 حوالي 38.400 ريال. أما عيار 21 الأكثر شيوعاً فقد استقر عند 36.650 ريالاً وسجل عيار 18 سعر 33.775 ريالاً. ووصل سعر عيار 14 إلى 24.425 ريالاً في حين بلغ عيار 12 ما قيمته 20.950 ريالاً. أما على مستوى الكميات الأكبر فقد تم تسعير الأونصة بمبلغ 1302.650 ريالاً والجنيه الذهب عند 315.300 ريالاً بينما قدرت قيمة الأونصة بالدولار الأمريكي بنحو 3384.55 دولاراً.
ويبقى المسار المتوقع لأسعار المعدن الأصفر خلال الأيام القادمة مرهوناً بشكل مباشر بكيفية تفاعل المستثمرين مع المستجدات السياسية والاقتصادية على الساحة الدولية والبيانات التي ستصدر قريباً والتي ستشكل بوصلة توجهاتهم الاستثمارية القادمة.