
تأثير الوجبات السريعة على الجسم يبدأ مع اللقمة الأولى
في ظل تسارع وتيرة الحياة اليومية وانتشار مطاعم الوجبات السريعة وتطبيقات التوصيل أصبح اللجوء لهذه الأطعمة خيارا سهلا ومريحا للكثيرين لكن التأثيرات السلبية لهذه الخيارات تبدأ في الظهور على الجسم فور تناولها وتتطور سريعا خلال الدقائق والساعات التي تلي الوجبة الواحدة.
أوضح خبير التغذية الدكتور عبد الرحمن شمس أن الجسم يخوض سلسلة من التفاعلات المعقدة بعد تناول الأطعمة السريعة فخلال الدقائق العشر الأولى يتدفق سيل من السكريات والدهون إلى مجرى الدم مما يدفع الجسم إلى إفراز كميات كبيرة من الأنسولين لمحاولة السيطرة على ارتفاع مستوى السكر ويصاحب ذلك شعور مؤقت بالنشوة والسعادة بسبب إفراز هرمون الدوبامين الذي يرتبط بآليات الإدمان في الدماغ.
بعد مرور ما بين ثلاثين وستين دقيقة تبدأ مرحلة جديدة من التأثيرات حيث يشعر الشخص بالخمول والثقل والنعاس ويعود ذلك إلى أن الجسم يبذل مجهودا كبيرا لهضم الدهون المشبعة مما يوجه تدفق الدم بشكل مكثف نحو المعدة كما أن المحتوى العالي من الصوديوم في هذه الوجبات قد يؤدي إلى ارتفاع مؤقت في ضغط الدم.
أما بعد مرور بضع ساعات من تناول الوجبة تحدث مفارقة غريبة فعلى الرغم من السعرات الحرارية الهائلة التي تم استهلاكها يبدأ الشعور بالجوع الكاذب بالظهور مجددا ويفسر الخبراء ذلك بأن هذه الأطعمة تفتقر إلى الألياف والبروتينات الضرورية لمنح إحساس طويل الأمد بالشبع ومع تكرار استهلاكها على المدى الطويل يمكن أن يعاني الشخص من تقلبات مزاجية وصداع نتيجة للتذبذب الحاد في مستويات سكر الدم.
لا تقتصر الأضرار على هذه التأثيرات الفورية فهناك عواقب صحية خطيرة وغير مرئية على المدى الطويل تشمل زيادة الوزن والسمنة وارتفاع مستويات ضغط الدم والكوليسترول بشكل دائم مما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والشرايين بالإضافة إلى احتمالية حدوث خلل في التوازن الهرموني والمزاجي العام.
وللحد من الأضرار الناجمة عن تناول هذه الوجبات ينصح الخبراء باتباع بعض الإرشادات مثل اختيار الأطعمة المشوية بدلا من المقلية وطلب أحجام أصغر من الوجبات أو مشاركتها مع الآخرين وتقليل استهلاك الصلصات الغنية بالدهون والمشروبات الغازية المليئة بالسكر والأهم من ذلك هو الحرص على أن يكون تناول الوجبات السريعة استثناء نادرا وليس عادة يومية.