سجلت أسعار الذهب العالمية ارتفاعا قياسيا خلال تداولات اليوم الخميس الموافق 11 سبتمبر 2025 حيث استقرت الأونصة فوق مستوى 3600 دولار مدفوعة بتوقعات متزايدة حول اعتزام البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المرتقب هذا الشهر وهو ما يترقبه المستثمرون عن كثب.
تأتي هذه القفزات في الأسعار العالمية بعد أن سجل المعدن الأصفر أمس أعلى مستوى تاريخي له عند 3674 دولارا للأونصة ليثبت بذلك وجوده القوي فوق حاجز 3600 دولار في موجة صعود قوية دفعت مكاسبه منذ بداية العام إلى ما يزيد عن 38%. وفي تفاصيل جلسة اليوم افتتح الذهب تداولاته عند 3627 دولارا للأونصة وصعد بنسبة 0.5% ليصل إلى أعلى مستوى له عند 3648 دولارا قبل أن يتداول حاليا عند مستوى 3644 دولارا للأونصة.
وعلى الصعيد المحلي انعكست هذه التحركات العالمية على السوق في مصر حيث شهدت أسعار الذهب استقرارًا عند مستويات مرتفعة وبلغ سعر جرام الذهب من عيار 24 قيمة 5611 جنيها بينما سجل سعر جرام الذهب عيار 21 الأكثر انتشارا 4910 جنيهات ووصل سعر جرام الذهب من عيار 18 إلى 4208 جنيهات كما سجل سعر الجنيه الذهب الذي يزن 8 جرامات من عيار 21 ما قيمته 39280 جنيها.
وتعززت رهانات المستثمرين على خفض أسعار الفائدة الأمريكية بعد صدور بيانات تقرير الوظائف يوم الجمعة الماضي والتي كشفت عن تباطؤ في سوق العمل حيث أظهر التقرير أن الاقتصاد أضاف وظائف أقل بمقدار 911 ألف وظيفة عما كان متوقعا خلال العام الماضي وهو ما يعد مؤشرا على تراجع نمو الأجور ويدعم قرار خفض الفائدة لتحفيز الاقتصاد.
وتشير تحليلات السوق إلى أن هناك احتمالية كبيرة لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بينما توجد توقعات أخرى بنسبة أقل تبلغ 6% بأن يقدم البنك الفيدرالي على خفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس دفعة واحدة في اجتماعه القادم وتعتمد التوقعات على المدى القصير بشكل كبير على بيانات التضخم الأمريكية التي من المقرر صدورها هذا الأسبوع.
وفي ظل حالة التفاؤل السائدة في أسواق الذهب يرى محللون أن هناك عدة عوامل رئيسية تدعم هذا الارتفاع على رأسها توقعات التيسير النقدي الأمريكي ولكنهم يحذرون من أنه إذا جاءت بيانات التضخم أعلى من المتوقع فقد يقلل ذلك من احتمالات خفض الفائدة مما قد يؤدي إلى حركة تصحيح هبوطية للأسعار خاصة مع وصول مؤشرات الشراء إلى حالة تشبع.
ودفعت هذه المعطيات بعض المؤسسات المصرفية الكبرى إلى تعديل توقعاتها لأسعار الذهب للفترة المتبقية من عام 2025 والعام المقبل حيث رفعت توقعاتها لسعر الأونصة بنهاية العام إلى 3800 دولار بدلا من 3600 دولار في السابق وتتوقع أن تبلغ الأسعار ذروتها عند مستوى 4000 دولار بحلول يونيو 2026 مدعومة بالتوترات الجيوسياسية المستمرة والتحديات الاقتصادية الكلية والطلب المتزايد على الملاذات الآمنة.
ويستمر الدعم القوي لأسعار الذهب من خلال تدفقات استثمارية استراتيجية تجاوزت 400 طن منذ بداية هذا العام تقودها الصناديق المتداولة في أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا مع توقعات بطلب إضافي يبلغ 200 طن خلال ما تبقى من عام 2025 كما تظل البنوك المركزية حول العالم مصدرا أساسيا للدعم حيث من المتوقع أن تصل مشترياتها في النصف الثاني من العام إلى ما بين 485 و515 طنا ليبلغ إجمالي مشتريات العام بأكمله حوالي 950 طنا.
