تحدث الدكتور المهندس عبدالله العتيبي، مصمم التوسعة الثالثة للمسجد الحرام، عن تفاصيل التحديات التي رافقت أعمال تطوير الحرم المكي، مشيراً إلى أن المشروع يعد واحداً من أعقد المشاريع المعمارية والهندسية على مستوى العالم. وأوضح أن أحد أبرز أسباب تعقيد المشروع تمثل في ضرورة التنفيذ تحت ضغط زمني شديد، حيث لم يكن ممكناً الانتظار لسنوات من أجل إكمال المخططات بالكامل قبل بدء التنفيذ، بل كان على الفرق الهندسية العمل على التصميم والتنفيذ بشكل متزامن، ما تطلب جهداً هائلاً في التنسيق بين الأعمال المختلفة.
وأشار العتيبي إلى أن مخططات التصميم الخاصة بالتوسعة تجاوزت 300 ألف خريطة، في حين أن النسبة التي يشاهدها الزوار من نتائج هذا العمل الضخم لا تتعدى 10 بالمئة، إذ تبقى بقية التفاصيل من المنشآت التحتية والممرات وغرف الخدمات خفية عن أعين العامة ولكنها عنصر أساسي في نجاح المشروع. وأضاف أن واجهتهم صعوبة خاصة كبرى لأن عملية البناء كانت تتم بالتزامن مع زيارة الملايين للمسجد الحرام، وخلال ثلاثة أعوام من العمل الهندسي دخل وخرج من صحن المطاف أكثر من 300 مليون زائر، الأمر الذي تطلب اتخاذ إجراءات دقيقة لضمان سلامة الزائرين وعدم تعطيل أداء الشعائر الدينية أثناء تنفيذ هذه الأعمال الكبرى.
