
تستعرض المملكة العربية السعودية تجربتها المتقدمة في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير نماذج التنبؤ بالظواهر الجوية القاسية وذلك خلال مؤتمر دولي بارز تستضيفه العاصمة الإماراتية أبوظبي ويستمر حتى الحادي عشر من سبتمبر الجاري بحضور ومشاركة واسعة من المتخصصين والخبراء العالميين في هذا المجال الحيوي.
وألقى الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد ورئيس الاتحاد الإقليمي الثاني لآسيا بالمنظمة العالمية للأرصاد الدكتور أيمن بن سالم غلام الضوء على الدور الريادي الذي تلعبه المملكة في هذا الصدد مشيرا إلى أن تسخير الذكاء الاصطناعي أحدث نقلة نوعية في دقة التنبؤات الجوية خصوصا فيما يتعلق بالسيول المفاجئة والعواصف الرملية والترابية التي تشكل تحديا كبيرا في المنطقة.
وأوضح غلام أن هذه الجهود لا تقتصر على التنبؤ بالأخطار فحسب بل تمتد لتشمل مجالات مبتكرة مثل دعم عمليات الاستمطار حيث جرى تطوير أنظمة متقدمة لدعم القرار تهدف إلى تعزيز كفاءة عمليات استمطار السحب وزيادة معدلات هطول الأمطار بما يسهم في مواجهة تحديات شح المياه.
وتأتي هذه المبادرات التقنية ضمن التوجهات الوطنية الشاملة للاستفادة من التقنيات المتقدمة وتحويل التحديات المناخية إلى فرص حقيقية للتطوير والابتكار وهو ما يتماشى بشكل مباشر مع الأهداف الطموحة لرؤية المملكة 2030 ويعزز من جاهزية وكفاءة منظومات الإنذار المبكر في البلاد.
كما تعكس هذه الخطوات التزام المملكة العميق بدعم الجهود الدولية التي تقودها المنظمة العالمية للأرصاد لتحقيق مبادرة الإنذار المبكر للجميع مؤكدة على مكانتها كطرف فاعل ومؤثر في المنطقة في مجال علوم الأرصاد والمناخ.
وشدد الدكتور غلام في كلمته على أن المستقبل يتطلب تعزيزا أكبر للتعاون على المستويين الدولي والإقليمي من أجل تسخير الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي وتوجيهها لخدمة علوم الأرصاد والمناخ بما يسهم في نهاية المطاف في حماية الأرواح والممتلكات ودعم استدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.