في إنجاز طبي لافت نجح فريق طبي متخصص بمركز أم القرى للقلب في مستشفى الولادة والأطفال بمكة المكرمة في إنقاذ حياة رضيعة لم يتجاوز عمرها عشرة أيام بعد خضوعها لعملية قسطرة قلبية تعد من بين الإجراءات الطبية النادرة والمعقدة للغاية نظرا لحالتها الصحية الحرجة ودقة التدخل المطلوب.
كانت الرضيعة التي يبلغ وزنها ثلاثة كيلوجرامات ونصف قد وصلت إلى قسم الطوارئ بالمستشفى في حالة حرجة للغاية حيث عانت من ازرقاق حاد في الجسم كان مؤشرا خطيرا على نقص حاد في مستويات الأكسجين بالدم وبعد إخضاعها لفحوصات طبية دقيقة وتشخيصية بواسطة الأشعة التلفزيونية للقلب كشف الأطباء عن وجود عيب خلقي مركب يتمثل في خلل بالصمام الثلاثي الذي يفصل بين الأذين والبطين الأيمن بالإضافة إلى انسداد كامل في صمام الشريان الرئوي.
أمام هذا الوضع الصحي الدقيق اتخذ الفريق الطبي قرارا فوريا وحاسما بالتدخل العاجل عبر إجراء قسطرة قلبية معقدة استمرت قرابة أربع ساعات متواصلة وتطلب الإجراء فتحا جراحيا صغيرا لا يتجاوز طوله ثلاثة سنتيمترات أسفل الصدر تم من خلاله إدخال أدوات القسطرة الدقيقة للوصول إلى القلب وقام الفريق الطبي باستخدام سلك دقيق موصول بتيار كهربائي عبر جهاز متخصص لفتح الغشاء الذي كان يغلق صمام الشريان الرئوي بشكل تام ومن ثم تم توسيع الصمام باستخدام أكثر من بالون طبي لضمان تدفق الدم بشكل سليم.
وقد تكللت جهود الفريق الطبي بالنجاح الفوري حيث لوحظ تحسن مباشر في حالة الرضيعة وارتفعت نسبة الأكسجين في دمها لتتجاوز 90% وهي لا تزال في غرفة العمليات ما شكل علامة فارقة في إنقاذ حياتها ويصنف هذا النوع من العمليات بأنه من أدق وأصعب قساطر القلب التي تجرى للأطفال حديثي الولادة بسبب الحجم الصغير جدا للشرايين ورقة الأنسجة لديهم وهو ما يتطلب مهارة وخبرة استثنائية.
ويعد التكامل الوثيق بين فريق جراحة قلب الأطفال وأطباء القسطرة القلبية عاملا أساسيا في تحقيق هذا الإنجاز الذي عكس كفاءة المنظومة الصحية في التعامل مع الحالات الطارئة والنادرة كما أن سرعة التدخل والاستجابة ضمن نظام الرعاية العاجلة كانت حاسمة في تجنب حدوث مضاعفات خطيرة كان من الممكن أن تؤدي إلى الوفاة لا قدر الله.
ويأتي هذا النجاح الطبي النوعي ضمن سلسلة الجهود المستمرة التي يبذلها تجمع مكة المكرمة الصحي لتقديم أرقى مستويات الرعاية الطبية المتخصصة للأطفال ويعكس التزام مستشفى الولادة والأطفال بتطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة للمرضى تماشيا مع مستهدفات برنامج التحول الصحي ورؤية المملكة 2030.
