واصلت أسعار الذهب مسارها الصاعد يوم الجمعة متجهة بثبات نحو تسجيل أسبوعها الرابع على التوالي من المكاسب القوية. ويأتي هذا الأداء المتميز في ظل تنامي المخاوف بشأن تباطؤ سوق العمل في الولايات المتحدة وهيمنة هذه الهواجس على القلق من التضخم ترقبا للقرار المرتقب من البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأسبوع المقبل.
تأتي هذه التطورات في أعقاب صدور بيانات اقتصادية متباينة حيث أظهرت الأرقام قفزة في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية مما يؤكد وجود ضعف ملموس في أوضاع التوظيف. ويعزز ذلك التقرير الصادر سابقا الذي أشار إلى توقف شبه كامل في نمو الوظائف خلال شهر أغسطس الماضي. وفي المقابل سجلت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة ارتفاعا بنسبة 0.4 بالمئة في أغسطس في أكبر زيادة شهرية منذ سبعة أشهر بينما أظهرت بيانات أخرى تراجعا مفاجئا في أسعار المنتجين خلال الفترة نفسها.
تتجه أنظار المستثمرين الآن إلى اجتماع الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء القادم حيث تسود توقعات شبه مؤكدة بأن البنك المركزي سيقدم على خفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس. ورغم وجود احتمال ضئيل لخفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس إلا أن التوجه العام نحو تيسير السياسة النقدية يدعم جاذبية الذهب الذي يعتبر ملاذا آمنا ضد التقلبات الاقتصادية والتضخم ويستفيد من بيئة أسعار الفائدة المنخفضة لأنه لا يدر عائدا.
وعلى صعيد التداولات ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.6 بالمئة ليصل إلى مستوى 3654.37 دولار للأوقية مقتربا من المستوى القياسي الذي سجله يوم الثلاثاء الماضي عند 3673.95 دولار. وبلغت مكاسب المعدن النفيس هذا الأسبوع حتى الآن 1.9 بالمئة كما صعدت عقود الذهب الأمريكية الآجلة لتسليم ديسمبر بنسبة 0.5 بالمئة مسجلة 3692.80 دولار. وقد ارتفع المعدن الأصفر بنحو 39 بالمئة منذ بداية العام مدفوعا بضعف الدولار والمشتريات القوية من البنوك المركزية والسياسات النقدية الميسرة وتزايد حالة عدم اليقين العالمي.
ولم يقتصر الأداء الإيجابي على الذهب وحده حيث شهدت أسواق المعادن النفيسة الأخرى زخما مماثلا. فقد صعدت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 1.2 بالمئة لتسجل 42.04 دولار للأوقية كما ارتفع البلاتين بنسبة 0.7 بالمئة ليصل إلى 1388.85 دولار وزاد سعر البلاديوم بنسبة 0.8 بالمئة مسجلا 1197.52 دولار. وتتجه هذه المعادن الثلاثة أيضا نحو تحقيق مكاسب أسبوعية.
