
يعاني الكثيرون من آلام حادة ومفاجئة في الظهر والبطن قد تصل إلى حد المغص الشديد دون معرفة السبب المباشر لها وغالبا ما تكون هذه الآلام مؤشرا قويا على وجود حصوات الكلى وهي عبارة عن كتل بلورية صلبة تتشكل داخل الكليتين نتيجة تراكم معادن وأملاح وأحماض معينة.
تتعدد أعراض حصوات الكلى وتختلف في حدتها لكن العرض الأكثر شيوعا هو الألم الشديد في منطقة أسفل الظهر أو أحد جانبي الجسم والذي يعرف بألم الخاصرة وقد يمتد هذا الألم ليشمل منطقة البطن والفخذ ويصفه البعض بأنه ألم حاد ومتقطع يزداد سوءا على فترات ويصاحب هذا الألم عادة أعراض أخرى مثل الشعور بالغثيان والرغبة في التقيؤ.
تشمل العلامات الأخرى وجود دم في البول أو تغير لونه ليصبح غائما أو ذا رائحة كريهة كما قد يعاني المريض من ألم حارق عند التبول وشعور دائم بالحاجة إلى التبول بشكل متكرر مع عدم القدرة على إفراغ المثانة بالكامل وفي بعض الحالات قد ترتفع درجة حرارة الجسم وتحدث قشعريرة مما يدل على وجود عدوى.
تتكون الحصوات الكلوية أو ما يسمى طبيا بتحصي الكلية من مواد مختلفة وتتفاوت أحجامها بشكل كبير فبعضها قد يكون دقيقا بحجم حبة الرمل ويمكن أن يمر عبر المسالك البولية ويخرج من الجسم مع البول دون أن يسبب أي أعراض ملحوظة بينما قد يصل حجم البعض الآخر في حالات نادرة إلى حجم كرة الجولف.
عندما تكون الحصوات كبيرة فإنها قد تعلق في الحالب وهو الأنبوب الذي ينقل البول من الكلية إلى المثانة وهذا الانسداد يسبب صعوبة في التبول ويعيق قدرة الكلية على أداء وظيفتها في تنقية الجسم من الفضلات مما يؤدي إلى الشعور بالألم الشديد واحتمال حدوث نزيف.
قد تستغرق عملية خروج حصوات الكلى من الجسم بشكل طبيعي فترة تصل إلى ثلاثة أسابيع وتسبب حتى الحصوات الصغيرة ألما شديدا أثناء مرورها في الجهاز البولي أما الحصوات التي لا تستطيع المرور من تلقاء نفسها فإنها تتطلب تدخلا طبيا لتفتيتها أو إزالتها.
يمكن اتخاذ خطوات فعالة للوقاية من تكون حصوات الكلى عبر تعديل نمط الحياة والنظام الغذائي وينصح الخبراء بشرب كميات وفيرة من الماء على مدار اليوم باعتباره الإجراء الأهم لمنع تركز الأملاح والمعادن في الكلى.
يلعب النظام الغذائي دورا محوريا في الوقاية حيث يوصى بالحد من تناول البروتينات الحيوانية والأطعمة الغنية بالسكريات والصوديوم وبالنسبة للأشخاص الذين لديهم تاريخ مع حصوات أكسالات الكالسيوم فإنه من الأفضل لهم تقليل استهلاك الأطعمة الغنية بالأكسالات مثل السبانخ والفول السوداني ونخالة القمح.
على عكس ما قد يبدو منطقيا فإن تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل منتجات الألبان يساعد في الوقاية من الحصوات لكن هذا لا ينطبق على مكملات الكالسيوم التي قد تزيد من خطر تكونها كما أن الحفاظ على وزن صحي يقلل من احتمالية الإصابة.
في حال لم تكن التغييرات الغذائية كافية للوقاية فقد يلجأ الطبيب إلى وصف أدوية معينة تساعد على منع تشكل الحصوات ويعتمد نوع الدواء الموصوف على طبيعة وتركيب الحصوات التي تتكون لدى الشخص.