خطيب المسجد النبوي يحذر: الاستغاثة بالأموات ودعاء غير الله شرك يبطل عملك

خطيب المسجد النبوي يحذر: الاستغاثة بالأموات ودعاء غير الله شرك يبطل عملك
خطيب المسجد النبوي يحذر: الاستغاثة بالأموات ودعاء غير الله شرك يبطل عملك

في خطبة ألقيت من رحاب المسجد النبوي الشريف وجه الشيخ الدكتور حسين آل الشيخ رسالة إيمانية عميقة للمسلمين مؤكدا أن الاستغاثة بغير الله أو دعاء الأموات والغائبين يعتبر من الشرك الأكبر الذي يبطل التوحيد ويناقض جوهر العقيدة الإسلامية وهو ما يستوجب الحذر الشديد من مثل هذه الممارسات.

وأوضح الشيخ أن هذه الأفعال تصادم بشكل مباشر المعنى الحقيقي لكلمة التوحيد لا إله إلا الله التي تعد الكلمة العظمى في الإسلام فهي تتكون من ركنين أساسيين الأول هو النفي القاطع لاستحقاق أي كائن للعبادة سوى الله والثاني هو الإثبات الكامل بأن العبادة بكل صورها حق خالص لله وحده لا شريك له.

وشدد آل الشيخ على أن هذا المبدأ ليس مجرد عبارة ترددها الألسن بل هو الغاية الأسمى التي من أجلها خلقت السماوات والأرض وأعدت الجنة والنار وهو الأصل العظيم الذي يضمن للإنسان الفوز الأبدي والسعادة الحقيقية فهي كلمة التقوى وأساس الدين وعموده الفقري الذي تتفرع منه كل الواجبات والفرائض.

وبيّن فضيلته أن اليقين الجازم والعلم الصحيح بمعنى هذه الكلمة يعد شرطا أساسيا لقبولها فلا يكفي نطقها باللسان فقط بل يجب أن يتيقن القلب من صحتها ويعتقد بها اعتقادا راسخا لا يخالطه شك أو ريب مستشهدا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم بأن من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة.

وأضاف أن من يقول هذه الكلمة بينما يمارس أفعالا تناقضها كطلب الحاجات وتفريج الكربات من الأموات أو الأولياء فإنه في حقيقة الأمر يهدم معناها ويقع في الشرك الذي يخرجه من دائرة الإسلام لأن العبادة تشمل الدعاء والاستغاثة والسجود والنذر وكل أشكال الخضوع التي لا يجوز صرفها لغير الله مهما كانت منزلة المخلوق.

كما تقتضي هذه الكلمة العظيمة من قائلها أن تكون محبة الله في قلبه أعظم من كل شيء وأن يقدم ما يحبه الله ويرضاه على أهوائه ورغباته الشخصية وأن يبغض ما يبغضه الله كما تستلزم أن تكون محبة الرسول صلى الله عليه وسلم مقدمة على محبة النفس والأهل والناس أجمعين وهي محبة تترجم إلى طاعة كاملة لأوامره واجتناب لنواهيه دون غلو أو جفاء.

وفي مستهل خطبته أوصى الشيخ المسلمين بتقوى الله وطاعته باعتبارها السبيل للفوز في الدنيا والفلاح في الآخرة ونيل السعادة الأبدية وفي ختامها دعا العلماء والدعاة إلى إيلاء المزيد من العناية والاهتمام بتعليم عقيدة التوحيد وبيان حقوقها وفق ما جاء في القرآن والسنة وما سار عليه الصحابة والتابعون مؤكدا أن ذلك من أهم المهمات وأعظم الواجبات.