
أكد الدكتور أحمد أمين، المتخصص في العلاقات الإنسانية، أن الإدمان يمثل مشكلة صحية ونفسية واجتماعية بالغة الخطورة تهدد حياة الأفراد والمجتمع على حد سواء. وشدد أمين على أن الإدمان ليس مجرد ضعف في شخصية الشخص المدمن كما يظن أحيانًا، بل هو مرض يحتاج إلى تدخل وعلاج فعال ودعم متواصل من المحيطين بالمصاب، سواء كانوا أصدقاء أو أفراد الأسرة أو حتى المجتمع المحلي. وأوضح أيضًا أن الإدمان لا يقتصر فقط على تناول المواد المخدرة أو الكحول، بل يمكن أن يظهر على شكل سلوكيات أخرى مثل القمار أو الإفراط في استخدام التكنولوجيا أو حتى الدخول في علاقات غير صحية تسبب الضرر.
وأضاف الدكتور أمين في حديثه مع صدى البلد أن الشخص الذي يقع فريسة الإدمان يفقد السيطرة على تصرفاته وقراراته ويتحول إلى أسير للعادات التي تسيطر عليه، ما يقوده لمشاكل نفسية كثيرة تبدأ بالقلق وتصل أحيانًا إلى الاكتئاب الدائم، اضطرابات النوم وحتى الأفكار الانتحارية في بعض الحالات. ويؤدي الإدمان أيضًا إلى ضعف إدراك الفرد وصعوبة التركيز وتشوش الذاكرة، كما يشعر المدمن بتدني الثقة بالنفس والإحساس العميق بالذنب والعار، ويصبح ميالًا للعزلة وتجنّب العلاقات الاجتماعية، ناهيك عن التقلبات الحادة في المزاج بين الغضب الشديد وفترات الخمول الطويلة.
أما على الصعيد الجسدي والاجتماعي، فقد نبّه أمين إلى أن الإدمان يشكل خطرًا حقيقيًا على أجهزة الجسم المختلفة، إذ يؤثر على القلب والكبد والدماغ والجهاز العصبي، موضحًا أنه يتسبب في أضرار عضوية يصعب علاجها أحيانًا في الحالات المتقدمة. كما تظهر نتائجه اجتماعيًا في فقدان الوظيفة وتدهور الحياة الأسرية وقطع العلاقات مع المحيطين، بالإضافة إلى احتمال التورط في مشاكل قانونية أو حتى الدخول في عالم الجريمة نتيجة فقدان السيطرة والرغبة المستمرة في تلبية الحاجة إلى المادة أو السلوك المدمن عليه.
وفي ما يخص طريق التعافي، أشار أمين إلى أن الفرصة في العلاج قائمة وأن البداية تكون بالاعتراف بالمشكلة دون إنكار، ثم التوجه للحصول على العلاج السلوكي والمعرفي اللازم والانضمام إلى مجموعات الدعم النفسي، مع ضرورة وجود دائرة داعمة من الأهل والأصدقاء تؤمن بالمدمن هنا وتدعمه بدلًا من لومه. كما أكد أهمية الثقة بقدرة الفرد على استعادة حياته وصحته النفسية والجسدية يوما بعد يوم.