
شهدت أسواق المعدن الأصفر العالمية موجة صعود قوية خلال تداولات الأسبوع الماضي حيث واصل الذهب رحلته القياسية محققا أعلى مستوى تاريخي له ويأتي هذا الأداء المتميز في ظل حالة من الترقب تسود أوساط المستثمرين العالميين انتظاراً لقرار البنك الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة الأسبوع المقبل.
يستمد الذهب قوته من التوقعات المتزايدة بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يتجه نحو خفض أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ فترة طويلة حيث يمثل هذا الخفض عاملاً إيجابياً للغاية للمعدن النفيس لأنه يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازته فالذهب لا يدر عائداً وعندما تنخفض الفائدة على السندات الحكومية ويتراجع الدولار يصبح الاحتفاظ بالذهب أكثر جاذبية للمستثمرين.
تعززت هذه التوقعات بفضل سلسلة من البيانات الاقتصادية الصادرة في الولايات المتحدة والتي أشارت إلى تباطؤ في زخم النمو الاقتصادي فقد أظهرت الأرقام الأخيرة ارتفاعاً في طلبات إعانة البطالة كما كشفت مراجعة لبيانات الوظائف غير الزراعية عن خفض كبير بلغ 911 ألف وظيفة مقارنة بالعام الماضي مما يرسم صورة أقل إشراقاً لسوق العمل الأمريكي.
وعلى الرغم من ظهور بيانات أخرى أظهرت أن مؤشر أسعار المستهلكين الذي يقيس التضخم قد سجل أكبر ارتفاع شهري له منذ سبعة أشهر قرر المستثمرون تركيز اهتمامهم على ضعف سوق العمل باعتباره المؤشر الأكثر تأثيراً على قرار الفيدرالي الأمريكي المقبل متجاوزين بذلك أرقام التضخم المتذبذبة.
في سياق متصل تضع العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي احتمالية شبه مؤكدة لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع السابع عشر من سبتمبر بينما تراجعت الرهانات على إمكانية حدوث خفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس ويزداد هذا التوجه وضوحاً في ظل الضغوط السياسية التي يمارسها الرئيس دونالد ترامب للدفع نحو تخفيض الفائدة.
هذا الزخم الإيجابي في أسعار الذهب انعكس بوضوح على سلوك المستثمرين حيث أظهر تقرير صادر عن هيئة عالمية متخصصة في شؤون الذهب أن صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب شهدت تدفقات نقدية للشهر الثالث على التوالي خلال شهر أغسطس الماضي وقد قادت الصناديق الغربية هذا التوجه مرة أخرى مما رفع إجمالي الأصول المدارة في هذه الصناديق إلى ذروة تاريخية جديدة.
وقد بلغت قيمة التدفقات التي اجتذبتها صناديق الاستثمار المتداولة عالمياً نحو 5.51 مليار دولار أمريكي في أغسطس وحده بينما حافظت أحجام تداول الذهب في السوق على استقرارها بشكل عام بمتوسط يومي يبلغ حوالي 290 مليار دولار أمريكي.
ومع استمرار التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط إلى جانب الحرب الروسية الأوكرانية يتوقع المحللون أن تستمر العوامل الداعمة للذهب مما قد يدفع سعر الأونصة للارتفاع نحو مستوى 3900 دولار بحلول منتصف العام المقبل.
وعلى الصعيد المحلي سجلت أسعار الذهب في الأسواق المصرية المستويات التالية حيث بلغ سعر جرام الذهب من عيار 24 حوالي 5600 جنيه ووصل سعر جرام الذهب من عيار 21 الأكثر انتشاراً إلى 4900 جنيه بينما سجل سعر جرام الذهب من عيار 18 ما قيمته 4200 جنيه أما سعر الجنيه الذهب فقد بلغ 39200 جنيه.