
يعاني الكثيرون من اضطرابات النوم ويلقون باللوم غالباً على ضغوط الحياة اليومية أو ساعات العمل الطويلة لكن سبباً خفياً وقوياً قد يكون المتهم الرئيسي وهو الضوء الاصطناعي المنبعث من الأجهزة الإلكترونية والذي يؤثر بشكل مباشر على هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم.
إن التعرض للضوء الأزرق الصادر من شاشات الهواتف المحمولة والتلفاز في وقت متأخر من الليل حتى لو كان لفترات قصيرة يرسل إشارات خاطئة إلى الدماغ ويعطل العملية الطبيعية لإفراز هرمون النوم. يقوم الجسم وفق ساعة بيولوجية دقيقة تعرف بالإيقاع اليومي ومع حلول الظلام تبدأ الغدة الصنوبرية في الدماغ بإفراز الميلاتونين لإشعار الجسم بأن وقت الراحة قد حان لكن الضوء الأزرق يثبط هذه العملية.
هذا الخلل الهرموني ليس مجرد عادة سيئة بل هو تغيير حقيقي في كيمياء الجسم ويترتب عليه سلسلة من الآثار السلبية. تبدأ المشكلة بصعوبة في الخلود إلى النوم وتستمر بنوم متقطع وغير عميق لا يمنح الجسم الانتعاش المطلوب مما يؤدي إلى الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل والشعور بالإرهاق والتعب الشديد خلال ساعات النهار.
ولتجنب هذه الاضطرابات ينصح الخبراء بضرورة وضع فاصل زمني بين استخدام الشاشات وموعد النوم لا يقل عن ساعة أو ساعتين. ومن المفيد أيضاً تهيئة بيئة مسائية تساعد على الاسترخاء عن طريق استخدام إضاءة صفراء دافئة ومنخفضة الشدة بدلاً من الأضواء البيضاء الساطعة لإرسال إشارة للجسم بالاستعداد للراحة.
يمكن أيضاً دعم إنتاج الميلاتونين طبيعياً عبر النظام الغذائي من خلال إضافة أطعمة معززة له مثل اللوز والكرز والشوفان. كما يساهم اتباع روتين ليلي مهدئ في تحسين جودة النوم بشكل ملحوظ ويشمل ذلك أنشطة مثل ممارسة تمارين التنفس العميق أو كتابة المذكرات أو احتساء مشروبات الأعشاب الدافئة.