
قد تبدو وضعية الجلوس مع تقاطع الساقين أو ما يعرف بالتربيع جلسة مريحة وشائعة لدى الكثيرين إلا أن الأبحاث الطبية الحديثة تكشف عن مجموعة من المخاطر الصحية التي قد تنجم عن الاستمرار في هذه العادة لفترات زمنية طويلة وتؤثر سلبا على استقامة الجسم وتوازنه العام.
عند اتخاذ وضعية التربيع فإن وزن الجسم لا يتوزع بشكل متساو على الحوض وتشير الدراسات إلى أن هذا الوضع يتسبب في رفع أحد جانبي الحوض أعلى من الآخر مما يؤدي إلى حالة من الانحراف أو الميلان الحوضي. هذا الخلل يفرض ضغطا غير متكافئ على عضلات الأرداف ويجبر الجسم على التكيف مع وضعية غير متماثلة تزيد من تفاقم آلام أسفل الظهر خاصة لدى من يعانون منها مسبقا ومع تكرار هذه الجلسة يعتاد العمود الفقري والحوض على هذا الخلل في المحاذاة.
يترتب على ميلان الحوض الناتج عن الجلوس متربعا إجهاد مباشر لعضلات منطقة الورك إذ تتعرض عضلة الكمثرى وهي عضلة دقيقة مسؤولة عن تدوير الورك إلى إطالة مفرطة وغير طبيعية. وفي الوقت ذاته يتزايد الضغط بشكل كبير على المفصل العجزي الحرقفي الذي يعد حلقة الوصل الحيوية بين العمود الفقري وعظام الحوض. هذه التغيرات مجتمعة تؤثر على استقرار الحوض وقد تكون سببا مباشرا للشعور بالألم في الوركين أو منطقة أسفل الظهر.
لا تقتصر التأثيرات السلبية على العظام والعضلات فقط بل تمتد لتشمل قدرة الجسم على التوازن. يعتمد أسفل الظهر على ما يسمى بالحس العميق وهو قدرة الجسم الفطرية على استشعار موقعه وحركته في الفراغ. وقد أظهرت تجارب أجريت على أشخاص يجلسون متربعين لأكثر من ثلاث ساعات يوميا أنهم يقعون في خطأ أكبر عند محاولة إعادة العمود الفقري القطني لوضعه الصحيح مقارنة بالذين يحافظون على وضعية جلوس مستقيمة.