
يشهد سوق الذهب العالمي موجة صعود تاريخية دفعت الأسعار إلى مستويات قياسية لم تسجل من قبل ويأتي هذا الارتفاع المستمر للأسبوع الرابع على التوالي مدفوعا بتوقعات متزايدة في الأوساط المالية بأن البنك الفيدرالي الأمريكي يستعد لاتخاذ قرار حاسم بخفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المرتقب الأسبوع القادم.
تستمد أسعار المعدن الأصفر قوتها من احتمالية خفض الفائدة الأمريكية لأن مثل هذا القرار يقلل من جاذبية الأصول التي تدر عائدا مثل السندات الحكومية وفي الوقت ذاته يضعف الطلب على الدولار الأمريكي مما يجعل الذهب أقل تكلفة للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى وهذا ما يعرف بتقليل تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب الذي لا يقدم عائدا لحائزيه.
وتعزز هذه التوقعات بيانات اقتصادية حديثة صدرت في الولايات المتحدة أظهرت تباطؤا في الزخم الاقتصادي حيث ارتفعت طلبات الحصول على إعانة البطالة كما كشفت مراجعة لبيانات الوظائف في القطاع غير الزراعي عن ضعف في سوق العمل بعد خفض عدد الوظائف بنحو 911 ألف وظيفة مقارنة بالعام الماضي وهو ما يزيد من الضغط على الفيدرالي الأمريكي للبدء في دورة التيسير النقدي.
وقد انعكست هذه العوامل إيجابيا على أداء المعدن النفيس عالميا حيث ارتفع سعر أونصة الذهب خلال تداولات الأسبوع الماضي بنسبة 1.6% لتسجل أعلى مستوى تاريخي لها عند 3674 دولارا بعد أن كانت قد افتتحت الأسبوع عند مستوى 3591 دولارا وأغلقت تعاملاتها عند 3643 دولارا وبذلك يواصل الذهب تحقيق مكاسب كبيرة منذ بداية العام الحالي.
وعلى الصعيد المحلي تأثرت السوق المصرية بهذه التحركات العالمية حيث شهد سعر الذهب ثباتا ملحوظا عند مستويات مرتفعة وسجل جرام الذهب من عيار 21 الذي يعد الأكثر تداولا في مصر سعرا يقارب 4900 جنيه مع توقعات بأن يستهدف مستوى 5000 جنيه في حال استمرار الاتجاه الصعودي العالمي بينما بلغ سعر جرام الذهب من عيار 24 حوالي 5600 جنيه وسجل عيار 18 سعر 4200 جنيه للجرام الواحد أما سعر الجنيه الذهب فقد وصل إلى 39200 جنيه.