
تشهد العاصمة العُمانية مسقط مساء الخميس 5 يونيو 2025 مواجهة مفصلية تجمع بين المنتخبين الأردني والعُماني على أرضية ملعب مجمع السلطان قابوس، ضمن منافسات الجولة التاسعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، وسط ترقّب جماهيري واسع لما قد تحمله هذه القمة من تأثير مباشر على شكل المنافسة في المجموعة الثانية.
يتسلّح المنتخب الأردني بترسانة هجومية يقودها الثلاثي يزن النعيمات، موسى التعمري، وعلي علوان، في ظل غياب مؤثر لكل من إحسان حداد ونزار الرشدان ومحمود مرضي، ويقود النشامى في هذه المرحلة المدرب المغربي جمال سلامي، الذي يُحفّز لاعبيه على التعامل مع كل مباراة كفرصة نهائية لا تقبل التردد أو التفريط، خصوصًا أن رصيد الفريق الحالي البالغ 13 نقطة يضعه في موقع لا يحتمل أي تعثر في ظل اشتداد المنافسة.
على الجهة المقابلة، يدخل المنتخب العُماني اللقاء وعينه على حصد كامل النقاط، إذ يحتل المركز الرابع برصيد 10 نقاط، ويُدرك تمامًا أن الفوز فقط يمكن أن يُبقي آماله قائمة في ظل الصراع المباشر مع العراق وكوريا الجنوبية، ويُشرف على الفريق المدرب الوطني رشيد جابر، الذي يعتمد على عناصر بارزة مثل عصام الصبحي وصلاح اليحيائي، في حين يُعوّض الحارس فايز الرشيدي غياب المخيني.
وسط هذه الحسابات المعقدة، يتصدّر الحكم السعودي خالد الطريس قائمة الأسماء التي لفتت الانتباه قبيل انطلاق المواجهة، بعد أن كلّفه الاتحاد الآسيوي بإدارة اللقاء الذي يُعد من أكثر المباريات حساسية في هذه الجولة، بالنظر إلى طبيعة المنافسة وارتباطها المباشر بشكل الترتيب النهائي للمجموعة.
ويُعد الطريس من أبرز الأسماء التحكيمية في آسيا خلال العقد الأخير، إذ بدأ مشواره في دوري المحترفين السعودي عام 2014، وأدار منذ ذلك الحين أكثر من 120 مباراة محلية، تراوحت قراراته خلالها بين 445 بطاقة صفراء، و8 حالات طرد بالبطاقة الصفراء الثانية، و14 بطاقة حمراء مباشرة، كما تولّى مهام التحكيم في بطولات مثل كأس الملك وكأس ولي العهد وكأس السوبر.
يحمل الحكم المولود في عنيزة بتاريخ 30 أبريل 1987 الشارة الدولية منذ يوليو 2016، ويمتلك سجلًا دوليًا يشمل إدارة مباريات ضمن دوري أبطال آسيا، وتصفيات كأس العالم، وكأس آسيا، ومباريات دولية ودية، فضلًا عن مشاركته مؤخرًا ضمن طاقم تقنية الفيديو في كأس العالم تحت 17 عامًا.
وتبرز ضمن سجله القاري مباراة فلسطين والعراق التي أدارها في مارس الماضي ضمن التصفيات الجارية، وشهدت مفاجأة كبرى بفوز المنتخب الفلسطيني، ما منح الطريس حضورًا لافتًا في قائمة الحكام الآسيويين القادرين على ضبط مواجهات كبرى في ظروف مشحونة.
وتُقام المباراة بين الأردن وعُمان في الساعة 19:00 بتوقيت عمّان والرياض، 17:00 بتوقيت دول المغرب العربي، و20:00 بتوقيت الإمارات، وتنقلها قناتا beIN Sports 2 والكأس 7، بتعليق عصام الشوالي وسمير المعيرفي، في حين يستضيف مجمع السلطان قابوس مجريات اللقاء.
وسجّل تاريخ المواجهات بين الفريقين منذ 1981 ميلًا واضحًا لصالح الأردن، الذي تفوّق في 12 مناسبة، مقابل 4 انتصارات فقط لعُمان، بينما حسم التعادل 9 مباريات، وكان آخر لقاء رسمي جمع الطرفين قد انتهى بفوز أردني كبير بنتيجة 4-0 في أكتوبر 2024، ضمن مرحلة الذهاب من التصفيات الحالية.
ومن أبرز محطات التاريخ المشترك بين المنتخبين، انتصار النشامى في نهائي بطولة الأردن الدولية عام 2022، وكذلك فوزهم المهم ضمن تصفيات مونديال 2014، بينما شكّلت بعض مواجهات تصفيات كأس آسيا فرصة لعُمان لتأكيد حضوره، كما حدث في انتصارهم بثلاثية عام 2006.
وتفتح هذه المواجهة المرتقبة الباب أمام سيناريوهات متداخلة ترتبط بنتائج بقية مباريات المجموعة، ما يضع المنتخبين تحت ضغط شديد، في مباراة تُرسم فيها ملامح الطموح العالمي، أو تُحسم فيها نهاية الحلم قبل الأوان.