يعد المشي في فترة ما بعد الظهر نشاطا بدنيا بسيطا لكنه يحمل فوائد صحية متعددة تتجاوز مجرد حرق السعرات الحرارية ودعم إدارة الوزن. فهذا الوقت من اليوم يعتبر مثاليا لتعزيز مستويات الطاقة ومكافحة الشعور بالخمول الذي يعقب وجبة الغداء فضلا عن تحسين الحالة المزاجية بشكل ملحوظ والمساعدة في تنظيم عمليات الهضم واستقرار نسبة السكر في الدم.
يواجه الكثيرون انخفاضا في الطاقة والتركيز خلال فترة ما بعد الظهر ولكن المشي اليومي يقدم حلا فعالا لهذه المشكلة. يساعد هذا النشاط على زيادة تدفق الدورة الدموية مما يضمن وصول كمية أكبر من الأكسجين إلى العضلات والدماغ وهو ما يعزز بدوره الإنتاج الأمثل للطاقة. وتؤكد الدراسات أن المشي لفترة قصيرة تتراوح بين 15 إلى 20 دقيقة كفيل بتحسين مستويات النشاط بشكل كبير وتقليل الشعور بالتعب والإرهاق.
للجانب النفسي نصيب كبير من فوائد المشي بعد الظهر حيث يرتبط هذا النشاط بالحد من التوتر وتخفيف أعراض الاكتئاب والقلق. فمع كل خطوة يحفز الجسم إطلاق هرمونات الإندورفين المعروفة بهرمونات السعادة والتي ترفع الحالة المزاجية وتساعد على الاسترخاء. وتزداد هذه الفائدة عند المشي في الهواء الطلق حيث يسهم التعرض لضوء الشمس في خفض مستويات هرمون الكورتيزول المسبب للتوتر.
كما أن للتعرض الطبيعي للضوء أثناء المشي تأثيرا مباشرا على جودة النوم ليلا. يساعد ضوء النهار على تنظيم الساعة البيولوجية للجسم مما يخفف من أعراض الأرق المزمن لدى العديد من الأشخاص. ويوضح الخبراء أن الانتظام في المشي لمدة تتراوح بين 30 إلى 45 دقيقة كل يوم بعد الظهر يؤدي إلى الحصول على نوم عميق ومتواصل وهو أمر ضروري للصحة العامة.
يعتبر المشي أيضا تمرينا منخفض الكثافة يساعد على تعزيز الشيخوخة الصحية ويؤخر ظهور علامات التلف المبكر لخلايا الجسم. فهو يعمل على تحسين التوازن وتقوية العضلات مما يجعلك أكثر قوة ويحميك من العديد من الحالات الصحية المتعلقة بتقدم العمر.
بالإضافة إلى ما سبق فإن المشي بعد تناول الوجبات يعزز عملية الهضم وينظم نسبة السكر في الدم. كما أن التعرض لأشعة الشمس أثناء هذا النشاط يحفز الجسم على إنتاج فيتامين د الضروري لصحة العظام ويشحذ التركيز العقلي لاستكمال مهام اليوم.
