
شهدت أسواق المعدن الأصفر العالمية والمحلية ارتفاعات ملحوظة خلال تداولات اليوم الاثنين الموافق 15 سبتمبر 2025 حيث يأتي هذا الصعود مدفوعا بمجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية التي عززت من جاذبية الذهب كملاذ آمن للمستثمرين في ظل حالة عدم اليقين السائدة بالأسواق.
تأتي هذه التطورات في وقت تترقب فيه الأسواق قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب يوم 17 سبتمبر وتشير العقود الآجلة لصناديق البنك إلى أن التوقعات تتجه نحو خفض كامل بمقدار 25 نقطة أساس بينما تراجعت في المقابل الرهانات على إمكانية إجراء خفض أكبر يصل إلى 50 نقطة أساس ويزيد من تعقيد المشهد الضغوط التي يمارسها الرئيس دونالد ترامب للدفع نحو خفض الفائدة وسعيه للتأثير على قرارات البنك المركزي بما في ذلك محاولات وردت في تقارير لإقالة ليزا كوك عضوة البنك.
وعلى صعيد المؤشرات الجيوسياسية تستمر التوترات في منطقة الشرق الأوسط إلى جانب استمرار حالة الجمود في الحرب الروسية الأوكرانية وهما عاملان رئيسيان يدعمان أسعار الذهب وفي ضوء هذه الظروف المواتية للمعدن الثمين وبعد الزيادة الأخيرة في تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة يتوقع المحللون الآن استمرار الموجة الصاعدة لأسعار الذهب لتصل إلى مستوى 3900 دولار للأونصة بحلول منتصف العام القادم.
وقد أكدت بيانات مجلس الذهب العالمي هذا التوجه الإيجابي حيث أظهرت أن صناديق الاستثمار المتداولة العالمية المدعومة بالذهب شهدت تدفقات نقدية للشهر الثالث على التوالي خلال شهر أغسطس الماضي وقد قادت الصناديق الغربية هذا النمو مجددا مما أدى إلى ارتفاع إجمالي الأصول المدارة داخل هذه الصناديق إلى ذروة جديدة في نهاية الشهر وسجلت التدفقات الجديدة للصناديق المدعومة بالذهب ماديا ما قيمته 5.51 مليار دولار أمريكي في أغسطس وحده.
وفي السوق المصرية انعكست هذه المكاسب العالمية على الأسعار المحلية بشكل مباشر حيث يتداول سعر جرام الذهب من عيار 21 وهو الأكثر شعبية في مصر حول مستوى 4900 جنيه ويستهدف الوصول إلى حاجز 5000 جنيه مع استمرار الصعود العالمي وسجل سعر جرام الذهب من عيار 24 مبلغ 5600 جنيه بينما بلغ سعر جرام الذهب من عيار 18 نحو 4200 جنيه ووصل سعر الجنيه الذهب إلى 39200 جنيه عالميا تستقر الأونصة فوق مستوى 3630 دولارا.