التوت الأزرق.. كنز غذائي يقي من أمراض خطيرة ومزمنة كشفتها دراسة حديثة

التوت الأزرق.. كنز غذائي يقي من أمراض خطيرة ومزمنة كشفتها دراسة حديثة
التوت الأزرق.. كنز غذائي يقي من أمراض خطيرة ومزمنة كشفتها دراسة حديثة

كشفت أبحاث علمية جديدة عن وجود علاقة قوية بين الاستهلاك اليومي للتوت الأزرق وتعزيز صحة القلب بشكل ملحوظ خاصة لدى الأفراد الذين يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي حيث أظهرت النتائج أن تناول كوب واحد من هذه الفاكهة يوميا يؤدي إلى تحسينات ملموسة في وظائف الأوعية الدموية ويقلل من تصلب الشرايين.

توضح هذه الدراسة الحديثة أن فوائد التوت الأزرق لا تقتصر على كونه طعاما صحيا فحسب بل يمتد تأثيره ليقدم حماية فعالة للقلب فقد لوحظ لدى المشاركين الذين استهلكوا كوبا كاملا يوميا تحسن كبير في صحة البطانة الداخلية للأوعية الدموية وهو مؤشر حيوي على سلامة القلب وانخفاض طفيف في درجة تصلب الشرايين مما قد يساهم في خفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تتراوح بين 12 و15 بالمئة.

تكتسب هذه النتائج أهمية بالغة عند النظر إلى خطورة متلازمة التمثيل الغذائي التي أصبحت مشكلة صحية عالمية متنامية وتعرف هذه المتلازمة بأنها مجموعة من العوامل الصحية الخطيرة التي تجتمع في شخص واحد وتشمل السمنة في منطقة البطن وارتفاع ضغط الدم ومستويات غير طبيعية للدهون الثلاثية في الدم وهذه العوامل مجتمعة تزيد بشكل كبير من احتمالية الإصابة بأمراض القلب.

تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية من الأسباب الرئيسية للوفاة على مستوى العالم وتشمل مجموعة واسعة من الاضطرابات التي تصيب القلب والأوعية الدموية مثل أمراض القلب التاجية والجلطات الوريدية العميقة وتشير البيانات الصحية العالمية إلى أن نحو 80 بالمئة من الوفيات الناجمة عن هذه الأمراض تحدث في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط مما يجعل البحث عن حلول وقائية بسيطة وفعالة أمرا ضروريا.

قد يبدو التوت الأزرق صغيرا في حجمه لكنه يمتلك قيمة غذائية فائقة فهو غني بالمركبات الداعمة للصحة العامة ويعتبر مصدرا رئيسيا لمادة الأنثوسيانين وهي مضادات أكسدة طبيعية تمنحه لونه الأزرق المميز وتساعد هذه المادة في حماية خلايا الجسم من الإجهاد التأكسدي والالتهابات التي ترتبط بالعديد من الأمراض المزمنة كما أن مؤشره الجلايسيمي المنخفض يجعله خيارا آمنا لا يسبب ارتفاعا حادا في مستويات سكر الدم.

للتوصل إلى هذه الاستنتاجات أجرى الباحثون تجربة علمية دقيقة استمرت لمدة ستة أشهر وشملت 138 شخصا بالغا تتراوح أعمارهم بين 50 و75 عاما وجميعهم يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي وقُسم المشاركون بشكل عشوائي إلى ثلاث مجموعات مختلفة حيث تناولت المجموعة الأولى كوبا كاملا من التوت الأزرق الطازج يوميا بوزن 150 جراما بينما استهلكت المجموعة الثانية نصف كوب فقط بوزن 75 جراما أما المجموعة الثالثة فقد تلقت مسحوقا وهميا لا يحتوي على أي من مكونات التوت ولكنه يطابق لونه وطعمه تماما لضمان دقة النتائج.

كان الهدف من هذه التجربة هو تقييم تأثير تناول التوت الأزرق بجرعات مختلفة على مجموعة من المؤشرات الحيوية المتعلقة بصحة القلب والأيض بما في ذلك وظيفة الأوعية الدموية ومرونتها ومستوى تصلب الشرايين وحساسية الجسم للأنسولين وأكدت النتائج أن الجرعة تلعب دورا حاسما فلم يظهر المشاركون الذين تناولوا نصف كوب فقط أي تحسن يذكر في المؤشرات الصحية التي تم قياسها مما يؤكد أن تناول كوب كامل يوميا هو الكمية الموصى بها لتحقيق الفوائد الصحية المرجوة.