
الجمعة 06 يونية 2025 | 01:22 مساءً
الكرملين: لا علاقة لروسيا بخلاف ترامب وماسك.. ومتأكدون من أن الرئيس الأميركي سيتعامل مع الوضع
في أول تعليق رسمي من موسكو على التصعيد العلني بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك، نفى الكرملين وجود أي علاقة لروسيا بالخلاف المتصاعد بين الطرفين، مشددًا على بأن الرئيس الأمريكي سيتعامل مع الوضع.
خلف الكواليس.. مساعدو ترامب يتحركون لاحتواء التصعيد
الخلاف الذي تصدّر عناوين الصحف الأمريكية والعالمية، دفع بدوائر القرار في واشنطن إلى التحرك السريع. حيث كشفت صحيفة “بوليتيكو” أن مساعدي ترامب داخل البيت الأبيض تدخلوا من خلف الكواليس بهدف تهدئة الأجواء المتوترة، والحد من تفاقم المواجهة العلنية بين ترامب وماسك.
وذكرت الصحيفة أن هناك اتفاقًا ضمنيًا على خفض نبرة الخطاب بين الطرفين، تزامنًا مع جهود لترتيب مكالمة مباشرة تجمعهما في محاولة للوصول إلى تفاهم مشترك.
ترامب يتراجع جزئيًا: “الأمور تسير على ما يرام”
وفي مؤشر على رغبة ترامب في التهدئة، خفف من لهجته خلال اتصال صحفي مقتضب، عندما سئل عن الخلاف مع ماسك، مكتفيًا بالقول: “لا بأس.. الأمور تسير على ما يرام، لم يسبق أن كان الوضع أفضل من ذلك”.
تصريح رأى فيه مراقبون محاولة لفتح الباب أمام التهدئة وتجاوز التصعيد الإعلامي والسياسي الأخير.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن مستشاري ترامب نصحوه بتجنب التصريحات الحادة ضد ماسك، وجرى بالفعل تحديد موعد لمكالمة بين الطرفين لبحث سبل إنهاء التوتر.
ماسك يلوّح بالمصالحة ويبعث برسالة غير مباشرة
من جانبه، أظهر إيلون ماسك استعدادًا مبدئيًا للمصالحة، عندما رد عبر منصة “إكس” على تغريدة للملياردير بيل أكمان، الذي دعا إلى إنهاء الخلاف، قائلاً: “أنت لست مخطئًا”.
التغريدة أثارت جدلًا واسعًا، واعتُبرت إشارة إلى أن ماسك لا يمانع فتح باب الحوار مع ترامب مجددًا، رغم ما شهده الملف من تصعيد مفاجئ.
انفجار الخلاف.. اتهامات متبادلة تكشف عمق الأزمة
الخلاف بين الطرفين بلغ ذروته مساء الخميس، بعد أن وصف ترامب إيلون ماسك بـ”المجنون”، فيما اتهمه الأخير بالتورط غير المباشر في فضيحة جيفري إبستين، رجل الأعمال الراحل المتهم بإدارة شبكة واسعة لاستغلال القُصر، وهي واحدة من أكثر القضايا حساسية في الولايات المتحدة.
ولم يكتف ماسك بذلك، بل دعا علنًا إلى استبعاد ترامب من المشهد السياسي، مطالبًا بتسليم السلطة إلى نائبه جي دي فانس، في خطوة غير مسبوقة من أحد أبرز الممولين والمستفيدين من سياسات ترامب الاقتصادية سابقًا.
في المقابل، رد ترامب مهددًا بإلغاء العقود الحكومية الممنوحة لشركات ماسك، في تصعيد حوّل الخلاف من سجال سياسي إلى مواجهة ذات طابع اقتصادي مباشر.
قانون الميزانية.. الشرارة التي فجّرت الصراع
مصادر مطلعة رجّحت أن بداية الخلاف الحاد بين الرجلين تعود إلى موقف ماسك الرافض لمشروع قانون الميزانية الفيدرالية، والذي يحظى بدعم مباشر من ترامب.
فبينما وصف الرئيس القانون بأنه “كبير، وجميل، ورائع”، اعتبره ماسك “غير منطقي” ولا يخدم مصالح دافعي الضرائب الأمريكيين، في تعارض علني أثار الانتباه.
من وداع ودي إلى ساحة صراع
المفارقة أن هذه الأحداث تأتي بعد أقل من أسبوع على تنظيم ترامب لحفل وداعي لماسك داخل المكتب البيضاوي، بمناسبة انتهاء مهامه في هيئة الكفاءة المسؤولة عن خفض نفقات الحكومة الفيدرالية، وهو الحفل الذي كان يُفترض أن يكون بمثابة تكريم لا بداية لمعركة محتدمة.