وادي لجب أسطورة الطبيعة الخلابة التي تجذب عشاق المغامرة وتحدي الصخور

وادي لجب أسطورة الطبيعة الخلابة التي تجذب عشاق المغامرة وتحدي الصخور
وادي لجب أسطورة الطبيعة الخلابة التي تجذب عشاق المغامرة وتحدي الصخور

يبرز وادي لجب في محافظة الريث شمال منطقة جازان كأحد أبرز الوجهات السياحية الطبيعية في المملكة حيث يجتذب بتكويناته الصخرية العجيبة وتنوعه البيئي الفريد اهتمام المتخصصين في الجيولوجيا والباحثين عن المغامرة والإثارة من مختلف أنحاء العالم وليس فقط من داخل السعودية.

تكمن الأهمية العلمية لوادي لجب في أصوله الجيولوجية حيث يقع على بعد مئة وخمسين كيلومترا إلى الشمال من مدينة جيزان وقد تشكل نتيجة صدع وانكسار ضخم في الجزء الشرقي من جبل القهر زهوان. ويعيد المختصون تاريخ هذا التكوين إلى حقبة الانكسار الأفريقي الكبير مما يمنحه قيمة علمية استثنائية فضلا عن هويته البصرية المميزة التي صنعتها التكوينات الصخرية ذات الألوان والطبقات المتباينة عن الجبال المحيطة به.

ويمتد هذا الشق الصخري العميق لمسافة تقارب أحد عشر كيلومترا على طول الحافة الشرقية لجبل القهر ويتقاطع مع صدع آخر يبلغ طوله كيلومترين. وتبدأ تجربة استكشاف الوادي برحلة ماتعة بالسيارة لمسافة كيلومترين داخل الوادي قبل أن يضيق الممر تدريجيا ليتحول إلى مسار للمشاة فقط مما يدفع الزوار لمواصلة رحلتهم سيرا على الأقدام بين المناظر الطبيعية الساحرة حيث تتخلل المسار شلالات مياه وبرك طبيعية صافية تشجع على السباحة والمشي لمسافات طويلة وتسلق الجبال.

وتشتهر جنبات الوادي بظاهرة فريدة تعرف بالحدائق المعلقة وهي عبارة عن مساحات خضراء تنمو على الصخور الشاهقة وتضم أشجار نخيل باسقة يتجاوز ارتفاع بعضها ثلاثين مترا بالإضافة إلى أشجار معمرة أخرى. وأكد أحد سكان محافظة الريث أن الوادي يتميز بوجود عيون مياه عذبة لا تنقطع على مدار العام وهو ما يجعله متنفسا حيويا ومقصدا دائما للزوار والسياح.

ويصنف وادي لجب اليوم كتحفة جيولوجية وبيئية نادرة تثري المقومات السياحية الوطنية وتبرز مدى التنوع الطبيعي الذي تتمتع به أراضي المملكة. ويأتي الاهتمام المتزايد بالوادي ضمن سياق المشاريع التطويرية التي تشهدها منطقة جازان ومختلف مناطق المملكة بهدف تعزيز القطاع السياحي والمساهمة في تحقيق الأهداف الطموحة لرؤية المملكة 2030.