التدخين الإلكتروني بين حقيقة البديل الآمن ووهم الأضرار القاتلة خبراء يكشفون الحقيقة

التدخين الإلكتروني بين حقيقة البديل الآمن ووهم الأضرار القاتلة خبراء يكشفون الحقيقة
التدخين الإلكتروني بين حقيقة البديل الآمن ووهم الأضرار القاتلة خبراء يكشفون الحقيقة

السجائر الإلكترونية جدل متصاعد حول بديل عصري للتدخين

شهدت السجائر الإلكترونية انتشارا واسعا في السنوات الأخيرة كظاهرة عالمية جذبت فئات عمرية متنوعة خاصة المراهقين والشباب. وقد روجت لها الشركات المصنعة كبديل آمن وعصري للسجائر التقليدية ووسيلة فعالة للمساعدة على الإقلاع عن التدخين لكن هذا الادعاء يواجه جدلا علميا وطبيا متزايدا حول حقيقة أضرارها.

يعتمد مبدأ عمل التدخين الإلكتروني على جهاز يعمل ببطارية لتسخين سائل معين. هذا السائل يتحول إلى بخار يستنشقه المستخدم وهو يحتوي عادة على مادة النيكوتين المسببة للإدمان بالإضافة إلى نكهات صناعية ومواد كيميائية متنوعة. ورغم غياب الدخان الناتج عن احتراق التبغ إلا أن البخار المستنشق ليس مجرد بخار ماء بل يحمل مواد قد تكون لها تداعيات صحية.

يستند المروجون للسجائر الإلكترونية إلى فكرة أنها أقل ضررا من التدخين التقليدي. حجتهم الأساسية هي غياب عملية احتراق التبغ التي تطلق آلاف المركبات الكيميائية السامة والضارة مثل القطران وأول أكسيد الكربون. وبسبب هذا الاعتقاد يستخدمها بعض المدخنين كخطوة انتقالية نحو التوقف النهائي عن التدخين.

غير أن الخطر الأبرز يكمن في الإدمان على النيكوتين. فغالبية السوائل المستخدمة في هذه الأجهزة تحتوي على تراكيز عالية من النيكوتين وهي مادة معروفة بقدرتها الشديدة على التسبب بالإدمان السريع ما يجعل مهمة التخلص منها أمرا بالغ الصعوبة ويفتح الباب أمام إدمان جديد بدلا من علاجه.

وقد كشفت دراسات طبية حديثة عن أضرار مباشرة على صحة الجسم. فبعض المواد المنكهة تتحول عند تعرضها للحرارة إلى مركبات سامة قادرة على إحداث التهابات حادة في الرئة ومشاكل تنفسية خطيرة. وقد تم ربط استخدامها بحالات مرضية تعرف بإصابة الرئة المرتبطة بالتدخين الإلكتروني أو ما يسمى EVALI. كما أن النيكوتين بحد ذاته يرفع ضغط الدم ويزيد من سرعة ضربات القلب مما يشكل عبئا على الأوعية الدموية ويزيد من خطر الإصابة بالجلطات والأمراض القلبية.

يثير انتشار التدخين الإلكتروني بين المراهقين والشباب قلقا خاصا لدى الأوساط الطبية. فالنكهات الجذابة التي تشبه الفواكه والحلويات تجعلها مغرية لهذه الفئة العمرية التي قد لا تكون مدخنة أصلا. والأخطر من ذلك هو تأثير النيكوتين على الدماغ الذي لا يزال في مرحلة النمو حيث يمكن أن يلحق ضررا دائما بمراكز الانتباه والتركيز والقدرة على التعلم.

أما عن دورها المزعوم في المساعدة على الإقلاع عن التدخين فقد أظهرت العديد من الأبحاث أن الواقع مختلف. فبدلا من أن تكون جسرا للتوقف النهائي يقع الكثير من المستخدمين في فخ الاستخدام المزدوج أي أنهم يجمعون بين تدخين السجائر التقليدية والإلكترونية معا مما قد يؤدي إلى تعميق الإدمان وزيادة المخاطر الصحية بدلا من تقليلها.

ولأن هذه الظاهرة تعد حديثة نسبيا فإن الأطباء والباحثين يحذرون من أن الأضرار طويلة المدى للسجائر الإلكترونية لا تزال مجهولة إلى حد كبير. هذا الغموض يضيف طبقة أخرى من القلق حيث لا يمكن التنبؤ بشكل كامل بتأثيراتها المستقبلية على صحة جيل كامل من المستخدمين.