
ولي العهد في الدوحة يقود حراكا دبلوماسيا لتوحيد المواقف العربية والإسلامية
شكل الحضور البارز لولي العهد الأمير محمد بن سلمان في القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عقدت بالدوحة نقطة ارتكاز أساسية لتوحيد الرؤى وتنسيق الجهود في ظل التحديات الجسيمة التي تواجه المنطقة. وتحولت مشاركته إلى محور رئيسي للتشاور بين القادة المشاركين الذين سعوا لصياغة موقف عربي وإسلامي مشترك لمواجهة العدوان الإسرائيلي.
جاءت مشاركة ولي العهد في القمة بناء على توجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لتكون امتدادا للثوابت التي أرساها في خطابه الأخير أمام مجلس الشورى. وكان الملك سلمان قد أكد على وقوف المملكة غير المحدود إلى جانب قطر في كافة الإجراءات التي تتخذها وعلى التزام الرياض الراسخ بدعم القضية الفلسطينية والدفاع عن غزة وهو ما منح الحضور السعودي بعدا استراتيجيا ورسالة واضحة بأن المملكة تتحرك وفق رؤية وموقف موحدين.
على الرغم من الجدول الرسمي الحافل لجلسات القمة أجرى ولي العهد سلسلة مكثفة من اللقاءات الثنائية شملت قادة ست دول هي تركيا وإيران وسوريا والأردن والعراق وباكستان. وعكست هذه الاجتماعات المتتالية حجم النشاط الدبلوماسي السعودي وحرص الأطراف الإقليمية الفاعلة على تبادل وجهات النظر مع الرياض في هذه المرحلة الدقيقة.
ولم تكن هذه اللقاءات مجرد إجراءات بروتوكولية بل كانت جلسات عمل جوهرية عكست المكانة التي تحظى بها المملكة العربية السعودية كمرجعية سياسية ودبلوماسية موثوقة على الساحتين الإقليمية والدولية. وقد تجلى حرص القادة على الاستماع لرؤية ولي العهد كدليل واضح على أن المملكة تمثل القوة المركزية القادرة على قيادة وحدة الصف العربي والإسلامي.
وتناولت المباحثات خلال هذه الاجتماعات أوجه العلاقات السعودية مع الدول الشقيقة وبحثت السبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات كما تم استعراض آخر مستجدات الأوضاع في المنطقة.
تحولت اللقاءات الثنائية في الدوحة إلى منصات فعالة لترتيب الصف العربي والإسلامي حيث تم بحث الملفات الأمنية والسياسية والإنسانية المتعلقة بالعدوان الإسرائيلي. وأظهرت المباحثات تقاطعا كبيرا في الرؤى حول ضرورة تعزيز التضامن وتنسيق المواقف بشكل فوري وقد أكدت هذه اللقاءات أن المملكة ليست مجرد مشارك في الحوار بل هي لاعب محوري يمتلك القدرة على توجيه بوصلة القرارات الإقليمية.
وأبرزت المشاورات التي قادها ولي العهد في الدوحة أن السعودية لا تلعب دورا عابرا في المشهد الإقليمي بل تقود الجهود الرامية لرسم ملامح الموقف العربي والإسلامي الموحد. وبذلك شكلت هذه الاجتماعات ركيزة أساسية لتعزيز التضامن في مواجهة التحديات الراهنة وأكدت أن الموقف السعودي أصبح الأساس الذي تبنى عليه القرارات الجماعية.