
يغفل الكثيرون عن القيمة الغذائية الهائلة التي تختبئ داخل حبة جوز واحدة المعروفة بعين الجمل حيث تعد هذه المكسرات كنزًا من الفوائد الصحية التي تتجاوز مجرد كونها وجبة خفيفة وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن إدراجها بشكل منتظم في النظام الغذائي يمكن أن يعود بتأثيرات إيجابية عميقة على وظائف الجسم الحيوية.
يعتبر الجوز داعما أساسيا لصحة الدماغ إذ يحتوي على مركبات فريدة من مضادات الأكسدة والأحماض الدهنية مثل أوميغا 3 التي تلعب دورا حيويا في حماية الخلايا العصبية من التلف والإجهاد التأكسدي وقد يساهم الاستهلاك المنتظم في تحسين بعض جوانب الأداء المعرفي والوظائف الإدراكية لدى فئات معينة.
لا تقتصر فوائد عين الجمل على الدماغ بل تمتد لتشمل صحة القلب بشكل مباشر فهو غني بالدهون الأحادية غير المشبعة وحمض ألفا لينولينيك النباتي وهو أحد أشكال أوميغا 3 وتربط الدراسات بين تناول الجوز وانخفاض مستويات الكوليسترول الضار في الدم مما يقلل من عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية على المدى المتوسط.
يؤثر تناول الجوز بشكل إيجابي على صحة الجهاز الهضمي فقد أظهرت دراسات حديثة أن استهلاكه اليومي قادر على تحسين توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء لدى البالغين وهذا التوازن الميكروبيومي ضروري لعملية هضم سليمة ودعم جهاز المناعة.
يساعد عين الجمل في السيطرة على الشهية وتعزيز الشعور بالامتلاء لفترة أطول وذلك بفضل محتواه المتوازن من الألياف والبروتين والدهون الصحية وعند دمجه في النظام الغذائي كوجبة خفيفة يمكنه أن يقلل من الشعور بالجوع ويساعد في التحكم في كمية السعرات الحرارية المتناولة على مدار اليوم.
من ناحية الطاقة تحتوي حبة الجوز الواحدة على ما يقارب 25 إلى 30 سعرا حراريا وهو عدد يعتمد على حجمها الفعلي وهذا يجعلها خيارا مثاليا للحصول على فوائد غذائية مركزة دون إضافة عبء حراري كبير على النظام الغذائي اليومي عند الالتزام بكميات معتدلة.
على الرغم من فوائده العديدة يجب توخي الحذر فالأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه المكسرات يجب عليهم تجنب الجوز تماما لتفادي ردود فعل خطيرة كما أن الإفراط في تناوله بكميات كبيرة قد يؤدي إلى زيادة في إجمالي السعرات الحرارية المستهلكة وربما يساهم في زيادة الوزن إذا لم يكن النظام الغذائي متوازنا وقد يعاني البعض من انزعاج هضمي أو غازات.