
تشكل المكملات الغذائية عنصرا داعما لصحة كبار السن لمواجهة التحديات الصحية المرتبطة بالتقدم في العمر إلا أن تناولها يتطلب إشرافا طبيا متخصصا لتجنب أي مضاعفات سلبية قد تنجم عن استخدامها دون استشارة الخبراء وإجراء الفحوصات اللازمة فبينما تقدم هذه المكملات حماية من أمراض الشيخوخة يبقى استخدامها العشوائي محفوفا بالمخاطر.
يؤدي فيتامين ب12 دورا حيويا في الحفاظ على سلامة أجهزة الجسم المتعددة لدى كبار السن فهو يعد حجر زاوية في الدعم الغذائي لهذه الفئة العمرية حيث يعمل كعامل مساعد ضروري لإنزيمات الأيض الأساسية لصحة الجهاز العصبي ويحافظ على سلامة الخلايا العصبية ووظائف الدماغ كما يشارك في تخليق الحمض النووي ونمو الجهاز العصبي المركزي وتكوين غشاء الميالين ويمكن لنقصه أن يسبب تلفا دائما في الأعصاب حتى بعد بدء العلاج ويعمل فيتامين ب12 بالتعاون مع فيتامينات ب الأخرى مثل ب6 و ب9 للتحكم في مستويات الهوموسيستين بالدم التي ترتبط بارتفاعها بأمراض القلب ويصبح امتصاصه أكثر صعوبة مع تقدم العمر نظرا لأنه عملية معقدة تتطلب كفاءة وظائف المعدة والبنكرياس والأمعاء الدقيقة.
تعتبر أحماض أوميجا 3 الدهنية وتحديدا حمض إيكوسابنتاينويك وحمض دوكوساهيكسانويك من العناصر الداعمة لصحة القلب والأوعية الدموية حيث تساهم هذه الدهون الصحية في خفض مستويات الدهون الثلاثية وضغط الدم وتحسين معدلات الكوليسترول كما أن خصائصها المضادة للالتهاب تحمي من تصلب الشرايين وتعزز مرونتها ويمثل حمض الدوكوساهيكسانويك مكونا أساسيا لأنسجة الدماغ ويتركز بشكل كبير في شبكية العين لذلك فإن الحفاظ على مستويات كافية منه يكتسب أهمية خاصة للوظائف الإدراكية مع التقدم في السن وقد أظهرت دراسة أن المستويات المنخفضة من أوميجا 3 في الدم ارتبطت بحجم دماغ أصغر بما يعادل عامين من الشيخوخة الهيكلية للدماغ.
تتجاوز أهمية الكالسيوم مع التقدم في العمر مجرد تقوية العظام إذ يدعم هذا المعدن أجهزة الجسم الحيوية وينظم ضربات القلب ويساعد على انقباض العضلات ويسهل تخثر الدم ويعزز وظائف الأعصاب وعندما يقترن الكالسيوم بفيتامين د فإنه يوفر حماية إضافية ضد أمراض مثل السرطان والسكري وارتفاع ضغط الدم لكن تظل فائدته الكبرى في الوقاية من هشاشة العظام التي تجعل كبار السن عرضة للكسور ويرجع نقص الكالسيوم لديهم إلى عدة أسباب منها انخفاض كفاءة امتصاصه طبيعيا مع العمر والتغيرات الهرمونية لدى النساء بعد انقطاع الطمث التي تسرع من فقدان العظام بالإضافة إلى تأثير بعض الأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات وأدوية الجهاز الهضمي التي تعيق امتصاصه.
يُعرف فيتامين د بفيتامين الشمس وهو يلعب دورا محوريا في صحة كبار السن فعندما تنخفض مستوياته يفقد الجسم قدرته على امتصاص الكالسيوم بفاعلية مما يؤدي إلى مشاكل صحية متعددة ويحفز هذا النقص الغدد جارات الدرقية لإنتاج هرمون يسحب الكالسيوم من العظام للحفاظ على تركيزه في الدم ويزداد خطر نقص فيتامين د لدى كبار السن لأن جلدهم ينتج كمية أقل بنحو أربع مرات عند التعرض للشمس مقارنة بالشباب كما أن نمط الحياة الداخلي يحد من التعرض لأشعة الشمس ويضعف الامتصاص المعوي وتنخفض وظائف الكلى التي تؤثر على تنشيط الفيتامين ورغم أهميته فإن تجاوز الجرعة اليومية القصوى قد يؤدي إلى تسمم فيتامين د الذي يسبب فرط كالسيوم الدم وحصوات الكلى.
يعد المغنيسيوم من أهم المعادن لصحة كبار السن رغم أنه لا يحظى بالتقدير الكافي ويشارك هذا العنصر في أكثر من ثلاثمئة تفاعل كيميائي حيوي بالجسم ويساهم في دعم الوظائف الحيوية وتقوية العظام حيث يتم تخزين حوالي ستين بالمئة منه في الهيكل العظمي وينظم المغنيسيوم ضغط الدم ويدعم وظائف العضلات والأعصاب ويساعد في إنتاج الطاقة كما أنه يعمل بالتآزر مع الكالسيوم وفيتامين د للحفاظ على كثافة العظام وتنظيم مستويات السكر في الدم مما قد يقلل من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني ويدعم أيضا صحة الدماغ عبر حماية خلاياه والمساعدة في علاج مشاكل النوم.
يساهم فيتامين ب6 في الحفاظ على قوة الجهاز المناعي لدى كبار السن وصحة الدماغ والوظائف الأيضية وهو ضروري لإنتاج الخلايا الليمفاوية والإنترلوكين-2 وهما عنصران أساسيان في الاستجابة المناعية والوقاية من العدوى والأمراض كما يدعم النمو الإدراكي من خلال تخليق النواقل العصبية والحفاظ على مستويات الهوموسيستين الطبيعية بالدم ويؤدي نقصه غالبا إلى ضعف المناعة والارتباك وظهور تشققات في زوايا الفم وتورم اللسان.
يمثل الحديد مكونا أساسيا في الهيموجلوبين المسؤول عن نقل الأكسجين في الجسم وإنتاج خلايا الدم الحمراء السليمة وهو يدعم النمو البدني والتطور العصبي ووظائف الخلايا وتخليق الهرمونات ويتعرض كبار السن لنقص الحديد بسبب التغيرات الهضمية التي تقلل من امتصاصه وانخفاض إنتاج حمض المعدة بالإضافة إلى أن بعض الأدوية مثل الأسبرين قد تسبب نزيفا طفيفا أو تعيق الامتصاص وتزيد الحالات المزمنة كأمراض الكلى من تفاقم المشكلة إلا أن الإفراط في تناول الحديد قد يسبب آثارا هضمية مثل الإمساك والغثيان ويقلل من امتصاص الزنك كما أنه قد يزيد من الإجهاد التأكسدي مما يساهم في تلف الأنسجة والشيخوخة المبكرة.