
تصدر لاعب كرة القدم إمام عاشور الاهتمام الإعلامي خلال الفترة الأخيرة إثر وعكة صحية ألمت به عقب مشاركته في مباراة فريقه ضد نادي إنبي. وقد بدت الأعراض الأولية مرتبطة بمشكلات في الجهاز الهضمي والمعدة ما أثار تكهنات عدة حول طبيعة مرضه قبل أن تؤكد الفحوصات الطبية إصابته بالتهاب الكبد الفيروسي A.
ينتقل فيروس التهاب الكبد A بشكل رئيسي عندما تصل جزيئات دقيقة من براز شخص مصاب إلى فم شخص سليم. يحدث هذا الانتقال غالبا عبر تناول طعام أو ماء ملوث بالفيروس أو لمس أسطح ملوثة ثم وضع اليد في الفم. وتعتبر النظافة الشخصية السيئة مثل عدم غسل اليدين جيدا بعد استخدام دورة المياه أحد أهم أسباب انتشار العدوى خصوصا إذا قام الشخص المصاب بإعداد الطعام للآخرين.
كما يمكن للعدوى أن تنتشر من خلال المخالطة اللصيقة مع شخص يحمل الفيروس. ويشمل ذلك العلاقات الشخصية الوثيقة أو مشاركة السكن مع شخص مصاب حيث تزداد فرص التعرض للفيروس. يمكن للفيروس أن ينتقل أيضا أثناء التقبيل في حال وجود نزيف باللثة أو تقرحات في الفم لدى أحد الطرفين.
وتشمل طرق الانتقال الأخرى استخدام إبر ملوثة بالدم بالاشتراك مع شخص مصاب وهو ما يعرض دم الشخص السليم للفيروس مباشرة. كما أن سوء أنظمة الصرف الصحي في بعض المناطق قد يؤدي إلى تلوث مصادر المياه أو التربة التي تزرع فيها الخضروات والفاكهة ما يرفع من خطر الإصابة عند استهلاك هذه المنتجات دون غسلها جيدا.
توجد فئات معينة تعتبر أكثر عرضة للإصابة بفيروس الكبد A. من بين هؤلاء الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن وكذلك الأفراد الذين يعيشون في أماكن مكتظة بالسكان أو المشردين. يضاف إلى القائمة العاملون في قطاعات الرعاية الصحية مثل المستشفيات ودور رعاية المسنين أو رعاية الأطفال بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة مثل المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.
من المهم معرفة أن الشخص المصاب بالتهاب الكبد A يصبح معديا وقادرا على نقل الفيروس للآخرين قبل ظهور أي أعراض عليه بمدة تصل إلى أسبوعين. وتستمر قدرته على نقل العدوى لمدة قد تمتد إلى ثلاثة أسابيع بعد اختفاء الأعراض تماما. ويتميز الفيروس بقدرته على البقاء حيا ونشطا على الأسطح المختلفة لعدة أشهر.
على عكس أنواع أخرى من التهاب الكبد الفيروسي لا يتسبب فيروس A عادة في مرض كبدي مزمن أو ضرر دائم للكبد لدى معظم المصابين. يتعافى غالبية المرضى بشكل كامل دون مضاعفات طويلة الأمد. لكن في حالات نادرة وخصوصا لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة قد تؤدي العدوى إلى حدوث فشل كبدي حاد.