
شهدت أسعار الذهب العالمية تراجعاً ملحوظاً خلال تداولات يوم الأربعاء حيث يأتي هذا الانخفاض في أعقاب تسجيل المعدن الأصفر لأعلى مستوى تاريخي له في الجلسة السابقة مما دفع المستثمرين إلى عمليات جني أرباح واسعة للاستفادة من الارتفاعات القياسية الأخيرة في ظل انتعاش طفيف للدولار الأمريكي.
يأتي هذا التراجع التصحيحي بعد موجة صعود قوية دفعت أونصة الذهب لتسجيل مستوى تاريخي جديد يوم أمس عند 3703 دولارات قبل أن تقلص مكاسبها وتغلق عند 3689 دولاراً ويفسر المحللون هذا الهبوط بأنه حركة طبيعية لجني الأرباح حول حاجز 3700 دولار للأونصة ولكن الأنظار تتجه الآن كلياً نحو اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الذي قد يعيد الذهب إلى مساره الصاعد إذا تبنى لهجة حذرة بشأن السياسة النقدية.
كان المحرك الأساسي وراء المكاسب الكبيرة للذهب خلال الفترة الماضية هو تزايد التوقعات في الأسواق بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي يتجه نحو خفض أسعار الفائدة وقد أدت هذه التكهنات إلى انخفاض الدولار الأمريكي لأدنى مستوياته في شهرين وهو ما يدعم أسعار الذهب بشكل مباشر لأنه يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن النفيس الذي لا يدر عائداً لحامليه.
وعلى صعيد حركة السوق اليوم افتتحت الأونصة العالمية تعاملاتها عند مستوى 3691 دولاراً لتشهد انخفاضاً بنسبة 0.6% مسجلة أدنى مستوى لها عند 3663 دولاراً قبل أن تستقر وقت التداول عند 3666 دولاراً للأونصة وفي المقابل شهد مؤشر الدولار الأمريكي ارتفاعاً محدوداً بنسبة 0.1% بعد انخفاضه لأدنى مستوى في أكثر من شهرين يوم الثلاثاء بينما استمرت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات قرب أدنى مستوياتها منذ أكثر من خمسة أشهر.
محلياً تأثرت الأسواق بالأسعار العالمية حيث سجل سعر جرام الذهب من عيار 24 قيمة 5640 جنيهاً بينما بلغ سعر جرام الذهب من عيار 21 الأكثر شيوعاً 4930 جنيهاً أما عيار 18 فقد وصل سعره إلى 4220 جنيهاً للجرام وسجل الجنيه الذهب 39440 جنيهاً.
أظهرت البيانات الاقتصادية الصادرة يوم الثلاثاء ارتفاعاً في مبيعات التجزئة الأمريكية بأكثر من المتوقع خلال شهر أغسطس ولكن على الرغم من هذه الإشارة الإيجابية لا يزال الإنفاق الاستهلاكي الذي يعد الركيزة الأساسية للاقتصاد الأمريكي يواجه مخاطر محتملة بسبب ضعف سوق العمل وارتفاع الأسعار الناتج عن الرسوم الجمركية.