قد لا تكون أمراض القلب مرتبطة دائما بحالات طبية طارئة أو التقدم في العمر إذ إن القلب غالبا ما يرسل إشارات تحذيرية مبكرة قد نتجاهلها في زحمة انشغالاتنا اليومية. هذه الأعراض التي تبدو بسيطة مثل التعب أو الانزعاج الطفيف قد تكون في الواقع مؤشرات حيوية على أن قلبك بحاجة إلى عناية فورية وفحص طبي.
أوضح الدكتور أوليفر جوتمان وهو استشاري بأمراض القلب أن هناك علامات خفية يجب عدم إهمالها. ومن هذه العلامات الشعور بضيق في التنفس خلال ممارسة الأنشطة اليومية الاعتيادية. فمن الطبيعي أن نشعر بضيق تنفس بسيط بعد مجهود بدني شاق لكن الشعور به أثناء مهام روتينية يدل على أن القلب يجد صعوبة في ضخ الدم بفاعلية. من الإشارات التحذيرية في هذا السياق عدم القدرة على أخذ نفس عميق أثناء الجلوس أو الحاجة لوضع وسائد إضافية للنوم براحة والاستيقاظ المفاجئ بحثا عن الهواء والذي قد يصاحبه سعال. إذا لاحظت أن صعود درجات السلم أصبح صعبا فجأة أو شعرت بضيق أثناء حملك لأغراض المنزل فهذه علامات تستدعي الانتباه.
التعب الشديد والضعف العام المستمر يعتبران مؤشرا آخر. لا نتحدث هنا عن الإرهاق العادي الذي يزول بعد قسط من الراحة بل عن تعب عميق ومستمر يجعلك منهكا بعد أداء أبسط الأعمال المنزلية كغسل الأطباق. وقد تشعر بضعف مفاجئ يمنعك من حمل أكياس البقالة أو تجد صعوبة في التركيز بسبب نقص الطاقة. هذا الإرهاق الشديد قد يحدث لأن القلب لا يوصل كمية كافية من الدم المحمل بالأكسجين إلى عضلات الجسم وأعضائه. وتعتبر هذه العلامة شائعة بشكل خاص لدى النساء كإنذار مبكر لمشاكل القلب حتى قبل ظهور ألم الصدر التقليدي.
أما عدم انتظام ضربات القلب فهو علامة لا ينبغي تجاهلها. في حين أن النبض ليس منتظما بالكامل طوال الوقت إلا أن الخفقان المتكرر أو الشعور بأن القلب يقفز أو يرفرف في الصدر يتطلب تقييما طبيا. قد تشعر بتسارع مفاجئ في النبض حتى وأنت في حالة استرخاء تام. هذه النوبات قد تستمر لثوان أو دقائق وتتكرر خلال اليوم. ملاحظة هذا الخفقان أثناء القراءة أو الشعور بدوار مؤقت بسببه هي أمثلة من الحياة اليومية. هذه الأعراض قد تدل على اضطرابات في نظم القلب مثل الرجفان الأذيني الذي يرفع من خطر الإصابة بالجلطة الدماغية وفشل القلب.
يظل ألم الصدر أو الانزعاج في هذه المنطقة من أبرز علامات التحذير لكنه نادرا ما يكون بالحدة التي تظهر في الأفلام. قد يكون الألم خفيفا أو متقطعا ويوصف غالبا بأنه شعور بضغط أو ثقل أو ضيق بالصدر. يشبهه البعض بوجود شريط يضغط على الصدر أو إحساس حارق يشبه حموضة المعدة. قد يمتد هذا الألم إلى الذراعين وخاصة الذراع اليسرى أو إلى الكتفين أو الرقبة أو الفك أو الظهر. الشعور بالضغط عند الإسراع للحاق بموعد ما والذي يزول عند الجلوس قد يكون علامة على الذبحة الصدرية الناتجة عن نقص تدفق الدم للقلب. ورغم أن الذبحة الصدرية ليست نوبة قلبية بحد ذاتها إلا أنها مؤشر خطير على وجود مرض كامن في الشريان التاجي يستدعي العلاج.
