أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي أن المبدأ الأساسي الذي تأسس عليه المجلس هو أن أمن الخليج وحدة متكاملة لا تقبل التجزئة. وشدد على أن أمن دولة قطر يعتبر جزءا جوهريا من الأمن الخليجي المشترك وأن أي اعتداء يستهدفها أو يستهدف أي دولة من دول المجلس يعد اعتداء على المنظومة بأكملها.
جاءت تصريحات البديوي خلال كلمته في الدورة الاستثنائية لمجلس الدفاع المشترك التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون الدفاع القطري الشيخ سعود بن عبدالرحمن بن حسن آل ثاني وبحضور وزراء الدفاع بدول مجلس التعاون وممثليهم.
ووصف الأمين العام ما تعرضت له دولة قطر بأنه اعتداء غادر وانتهاك صارخ لسيادتها نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأوضح أن الهجوم استهدف مناطق سكنية مكتظة بالمدارس ورياض الأطفال والمقار الدبلوماسية مما أدى إلى سقوط ضحايا أبرياء ووصف هذا العمل العدواني بأنه تصعيد خطير ومرفوض ويمثل مخالفة جسيمة لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن هذا الاجتماع العاجل لمجلس الدفاع المشترك الذي سبقه اجتماع للجنة العسكرية العليا يأتي تنفيذا مباشرا لتوجيهات قادة دول المجلس لتقييم الوضع الدفاعي ومصادر التهديد في ظل العدوان الإسرائيلي على قطر وتوجيه القيادة العسكرية الموحدة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل آليات الدفاع المشترك وقدرات الردع الخليجية.
ولفت البديوي إلى أن المواقف الإقليمية والدولية التي نددت بالاعتداء وبيانات التضامن والدعم التي تلقتها دولة قطر تعكس مكانتها الكبيرة والمميزة على الساحة الدولية. وأضاف أن هذا الزخم الدولي جعل العالم يدرك خطورة السياسات الإسرائيلية المتهورة التي باتت تشكل تهديدا كبيرا للأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.
وأكد الأمين العام أن العمل العسكري الخليجي المشترك حظي منذ تأسيس المجلس باهتمام ورعاية ودعم قادة دول المجلس إدراكا منهم لمسؤولية القوات المسلحة في تأمين استقرار المنطقة والمحافظة على سلامتها. وقال إن الترابط والتعاون بين القوات المسلحة الخليجية أثبت فعاليته في مواجهة الأزمات والحروب عبر التاريخ ليشكل نموذجا يحتذى به إقليميا ودوليا حيث كانت المواقف البطولية المشتركة شاهدا حيا على وحدة الصف الخليجي.
وأوضح أن اتفاقية الدفاع المشترك تنص صراحة على أن أي اعتداء على أي من دول المجلس هو اعتداء عليها جميعا وهي رسالة واضحة للعالم بأن أمن دول المجلس كل لا يتجزأ. وأعرب عن تطلعه لأن يخرج الاجتماع بتوصيات تسهم في استكمال تعزيز التكامل الدفاعي بين القوات المسلحة لمواجهة مختلف التحديات والتهديدات الحالية والمستقبلية والرد على أي عدوان يستهدف أي دولة في المجلس.
وقدم البديوي الشكر والتقدير لجميع منتسبي القوات المسلحة في دول مجلس التعاون ووصفهم بالقوات الباسلة التي لم تدخر جهدا في الدفاع عن الأوطان وحماية المكتسبات متحلية بأسمى معاني الشجاعة والفداء ومقدمة أرواحها فداء للخليج.
