
يُعد ارتفاع ضغط الدم من أخطر الحالات الصحية المنتشرة عالمياً حيث يؤثر على حياة مئات الملايين من الأشخاص الذين لا يدركون في كثير من الأحيان أنهم مصابون به. هذه الحالة التي تُعرف بالقاتل الصامت تشكل خطراً داهماً لأنها قد تتطور دون أعراض واضحة مما يؤدي إلى مضاعفات صحية وخيمة قد تصل إلى الوفاة.
تشير الإحصاءات العالمية إلى أن ما يقارب 1.28 مليار شخص بالغ تتراوح أعمارهم بين ثلاثين وتسعة وسبعين عاماً يعانون من هذه المشكلة الصحية. والمقلق في الأمر أن ثلثي هؤلاء المصابين يقطنون في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط كما أن ما يقارب نصف المصابين لا يعلمون بإصابتهم مما يمنعهم من الحصول على التشخيص والعلاج اللازمين.
عندما يرتفع ضغط الدم عن المعدل الطبيعي بشكل مستمر دون أن يكون ذلك نتيجة مجهود بدني فإن القلب والأوعية الدموية تتعرض لضغط هائل. يوضح الخبراء أن هذا الضغط المستمر يتلف الجدران الداخلية للشرايين ويجعلها أقل مرونة مع مرور الوقت مما يقلل من كفاءة تدفق الدم والأكسجين إلى القلب. هذا التلف يمهد الطريق لتراكم الدهون والكوليسترول على شكل لويحات تسد الشرايين وتسبب النوبات القلبية.
لا يقتصر الخطر على القلب وحده إذ يمكن أن يتسبب ارتفاع ضغط الدم في انفجار الشرايين المغذية للدماغ أو انسدادها مما يؤدي إلى السكتة الدماغية. ورغم هذه المخاطر الجسيمة فإن معظم الحالات لا تظهر عليها أي علامات تحذيرية واضحة ولهذا السبب يشدد المختصون على أن الطريقة الوحيدة للكشف عن الحالة هي عبر القياس الدوري لضغط الدم.
جدير بالذكر أن ضغط الدم ليس ثابتاً على مدار اليوم فهو يتغير طبيعياً مع النشاط البدني مثل الجري والسباحة لكن الخطر يكمن في ارتفاعه خلال أوقات الراحة. ويمكن لأي شخص أن يصاب بارتفاع ضغط الدم في مختلف المراحل العمرية بما في ذلك الأطفال والشباب والبالغون.
يوصي الأطباء بضرورة إجراء تغييرات شاملة في أسلوب الحياة للسيطرة على ضغط الدم المرتفع. وتشمل هذه التغييرات اتباع نظام غذائي متوازن والإقلاع عن التدخين وممارسة الأنشطة البدنية بانتظام. ومن الضروري أيضاً استشارة الطبيب المختص لتقييم الحالة وتحديد ما إذا كانت هناك حاجة لتناول أدوية مساعدة للتحكم في الضغط.