
يسعى الكثيرون للحصول على ابتسامة بيضاء وجذابة تعزز من ثقتهم بأنفسهم لكن تكاليف إجراءات التبييض الاحترافية في عيادات الأسنان قد تكون مرتفعة كما أن المنتجات التجارية المتوفرة في الصيدليات مثل شرائط التبييض قد تسبب حساسية للأسنان واللثة. لحسن الحظ توجد بدائل طبيعية فعالة واقتصادية يمكن تحضيرها في المنزل لتحقيق نتائج ملحوظة دون الإضرار بصحة الفم.
أحد أبرز الحلول المنزلية هو استخدام صودا الخبز التي تعتبر منظفًا طبيعيًا قويًا وتدخل في تركيب العديد من معاجين الأسنان التجارية. تعمل صودا الخبز كمركب كاشط لطيف يساعد على إزالة البقع السطحية المتراكمة على مينا الأسنان بفعالية. لتحضيرها يتم خلط ملعقة صغيرة منها مع قطرات قليلة من الماء لتكوين معجون متجانس ثم تستخدم الفرشاة لتنظيف الأسنان بهذا المعجون بلطف لمدة دقيقتين. ينصح بتكرار هذه العملية مرة أو مرتين أسبوعيًا فقط لأن الاستخدام اليومي والمفرط قد يؤدي إلى تآكل طبقة المينا الواقية.
من التقنيات القديمة التي عادت للظهور بقوة هي المضمضة بالزيت ويعد زيت جوز الهند الخيار الأكثر شيوعًا لهذه الممارسة. تتضمن هذه الطريقة المضمضة بملعقة كبيرة من الزيت في الفم لمدة تتراوح بين عشر إلى خمس عشرة دقيقة. يعتقد أن هذه العملية تساعد على سحب البكتيريا والسموم من الفم مما يحسن صحة اللثة ويساهم في إزالة بعض البقع بشكل تدريجي. من الضروري بصق الزيت في سلة المهملات بعد الانتهاء وليس في الحوض لتجنب انسداد أنابيب الصرف.
قبل اللجوء إلى أي وصفة تبييض من المهم فهم الأسباب التي تؤدي إلى تغير لون الأسنان وفقدانها بريقها. تعتبر بعض المشروبات اليومية مثل القهوة والشاي والنبيذ الأحمر من أبرز المسببات للتصبغات. كما أن التدخين بأنواعه المختلفة يترك بقعًا صفراء عنيدة بسبب النيكوتين. التقدم في العمر يؤدي أيضًا إلى ترقق طبقة المينا البيضاء وكشف طبقة العاج الصفراء تحتها. بالإضافة إلى ذلك فإن إهمال نظافة الفم وتناول الأطعمة السكرية والحمضية بكثرة يساهمان في تفاقم المشكلة.
يبرز خل التفاح كعامل تبييض طبيعي بفضل خصائصه الحمضية التي تساعد على إذابة البقع وقتل البكتيريا. لكن يجب استخدامه بحذر شديد لأن حموضته العالية قد تضر بمينا الأسنان إذا تم استخدامه بشكل خاطئ أو مفرط. الطريقة الآمنة لاستعماله هي تخفيف ملعقة صغيرة منه في نصف كوب من الماء واستخدام المحلول كمضمضة لمدة لا تتجاوز ثلاثين ثانية مرة واحدة في الأسبوع ثم شطف الفم جيدًا بالماء العادي.
قد يبدو استخدام مسحوق أسود لتنظيف الأسنان أمرًا غير منطقي لكن الفحم النشط اكتسب شعبية كوسيلة لتبييض الأسنان. يعمل الفحم النشط عن طريق الالتصاق بالبقع السطحية والسموم الموجودة على الأسنان مما يسهل إزالتها عند شطف الفم. لاستخدامه يتم تبليل فرشاة الأسنان وغمسها في مسحوق الفحم ثم تفريش الأسنان بها برفق لمدة دقيقة أو دقيقتين. يجب الحذر عند استخدامه واستشارة طبيب الأسنان لأن الأبحاث حول تأثيراته طويلة المدى لا تزال محدودة.
إن الوقاية وتغيير بعض العادات اليومية يلعبان دورًا حاسمًا في الحفاظ على بياض الأسنان. من النصائح المفيدة شرب المشروبات الداكنة مثل القهوة والشاي باستخدام ماصة لتقليل ملامستها المباشرة للأسنان الأمامية. كما أن شطف الفم بالماء بعد تناول النبيذ أو الأطعمة الملونة يساعد على إزالة البقايا قبل أن تترسخ. الإقلاع عن التدخين لا يحسن صحتك العامة فحسب بل يعود بالنفع الكبير على لون وصحة أسنانك.
لا يمكن إغفال أهمية الروتين اليومي لنظافة الفم فهو خط الدفاع الأول ضد اصفرار الأسنان. إن تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين يوميًا لمدة دقيقتين في كل مرة واستخدام خيط الأسنان مرة واحدة يوميًا لإزالة البلاك وبقايا الطعام من بين الأسنان هما حجر الزاوية للحفاظ على ابتسامة صحية وبيضاء.
في بعض الحالات لا تكون العلاجات المنزلية كافية. إذا كان تغير لون أسنانك شديدًا أو مصحوبًا بألم أو حساسية مفرطة فمن الضروري زيارة طبيب الأسنان. قد يكون تغير اللون علامة على وجود مشكلة أعمق مثل تسوس الأسنان أو تآكل المينا وهي حالات تتطلب تدخلًا طبيًا متخصصًا لتشخيصها وعلاجها بشكل صحيح.