
شهدت أسواق المعادن الثمينة تحركا ملحوظا اليوم الجمعة حيث واصل الذهب رحلة صعوده للأسبوع الخامس على التوالي. يأتي هذا الأداء القوي مدفوعا بشكل أساسي بقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي أقر خفضا جديدا في أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية خلال هذا الأسبوع.
وكان البنك المركزي الأمريكي قد استأنف سياسة خفض الفائدة يوم الأربعاء الماضي ملمحا إلى إمكانية الاستمرار في مسار التيسير النقدي بشكل تدريجي خلال الأشهر المتبقية من العام لكنه في الوقت ذاته أبدى حذره من استمرار معدلات التضخم العنيدة وهو ما أثار بعض الشكوك حول وتيرة التخفيضات القادمة.
ووصف جيروم باول رئيس البنك الفيدرالي هذا الإجراء بأنه خفض احترازي يهدف إلى إدارة المخاطر الناجمة عن ضعف سوق العمل مشيرا إلى أن قرارات البنك المستقبلية بشأن مسار الفائدة سيتم اتخاذها في كل اجتماع على حدة.
وانعكست هذه التطورات على توقعات المتعاملين في الأسواق بشكل فوري إذ يراهن المستثمرون الآن بنسبة تصل إلى 92% على أن البنك سيقدم على خفض آخر بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المقرر في أكتوبر. ويعزز انخفاض معدلات الفائدة من جاذبية الذهب كأصل استثماري لأنه يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالمعدن الأصفر الذي لا يدر عائدا.
وعلى صعيد التداولات الفورية سجل سعر الذهب ارتفاعا بنسبة 0.5% ليصل إلى مستوى 3660.34 دولار للأوقية وبذلك يرتفع المعدن النفيس بنسبة 0.4% منذ بداية الأسبوع الحالي بعد أن كان قد بلغ سعرا قياسيا عند 3707.40 دولار يوم الأربعاء الماضي. وفي سياق متصل زادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم شهر ديسمبر بنسبة 0.4% مسجلة 3693.30 دولار.
ولم يقتصر الارتفاع على الذهب وحده بل شمل المعادن النفيسة الأخرى حيث قفز سعر الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 1.3% إلى 42.35 دولار للأوقية. كما شهد البلاتين زيادة بنسبة 0.3% ليصل إلى 1387.62 دولار وصعد البلاديوم بنسبة 1.4% مسجلا 1166.15 دولار رغم أنه يتجه في المقابل لتكبد خسارة أسبوعية تبلغ 2.6%.
من الناحية الفنية يرى محللون أن سعر الذهب في التداولات الفورية قد يواجه اختبارا لمستوى الدعم عند 3630 دولارا للأوقية وفي حال كسر هذا المستوى قد يتجه المعدن الأصفر نحو التراجع إلى نطاق سعري يتراوح بين 3596 و3617 دولارا.