
أوضح الدكتور جمال شعبان العميد السابق لمعهد القلب الأسباب الكامنة وراء الزيادة الملحوظة في حالات الجلطات القلبية والموت المفاجئ التي باتت تصيب فئة الشباب بشكل متزايد في الآونة الأخيرة وهو ما يثير القلق نظراً لأن هذه الحالات كانت مرتبطة في السابق بكبار السن بشكل أساسي.
وأرجع شعبان هذا التحول الخطير إلى التغيرات الجذرية في نمط الحياة المعاصر مقارنة بالماضي فانتشار استخدام السيارات على سبيل المثال قلل من معدلات المشي والحركة البدنية ما أدى إلى خمول الجسم وانخفاض قدرته على حرق الدهون بفعالية كما ساهمت ثقافة الوجبات السريعة والأطعمة الغربية المشبعة بالدهون والزيوت المهدرجة مثل البطاطس المقلية والشاورما في تسريع عملية تراكم الدهون داخل الشرايين القلبية لدى الشباب.
وفي سياق متصل أشار شعبان إلى أن الضغوط النفسية والتوتر الناتج عن ظروف الحياة الحديثة والصراعات المادية يلعبان دوراً محورياً فالزعل والضغط العصبي يرفعان مستويات الأدرينالين في الجسم وهو ما يؤدي إلى تسارع نبضات القلب واستهلاك طاقته وانقباض الأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم وتسريع ترسب الدهون في الشرايين وقد يكون الزعل الشديد سبباً مباشراً في تحفيز تكوّن الجلطة.
كما شدد على خطورة عادة التدخين المنتشرة بكثافة بين الشباب والتي وصفها بالإدمان سواء كانت سجائر أو شيشة حيث يؤدي استنشاق الغازات السامة إلى أضرار بالغة على الرئتين والشرايين وتعتبر عاملاً أساسياً في الإصابة بأمراض القلب.
وأكد شعبان أن الغالبية العظمى من حالات احتشاء عضلة القلب بنسبة تصل إلى 95 بالمئة تنتج عن تكون جلطة دموية داخل أحد الشرايين التاجية موضحاً أن هذه الجلطة لا تتشكل غالباً على بطانة شريانية سليمة بل تصيب الشريان الذي يعاني مسبقاً من التصلب وتراكم الدهون.
وقدم شعبان تصنيفاً لأسباب الأزمات القلبية بشكل عام فمنها عوامل يمكن تعديلها والسيطرة عليها مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكر والتدخين وارتفاع مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية بالإضافة إلى السمنة المفرطة والحياة الخاملة البعيدة عن ممارسة الرياضة.
وهناك عوامل أخرى لا يمكن تغييرها وتتمثل في التقدم الطبيعي في العمر الذي يزيد من احتمالية تصلب الشرايين خاصة بعد سن الخامسة والخمسين فضلاً عن التاريخ العائلي والاستعداد الوراثي للإصابة بأمراض القلب كوجود إصابات مبكرة لدى الأب أو الأخ في سن الشباب وهو ما قد يشير إلى وجود حالة وراثية من زيادة دهون الدم العائلي.
وفي سياق متصل نوه شعبان إلى أن نسبة ضئيلة تقدر بحوالي 5 بالمئة من الأزمات القلبية قد تحدث لأسباب مختلفة لا تتعلق بالجلطات التقليدية ومنها التشوهات الخلقية في الشرايين التاجية أو وجود حالة تعرف بالجسر العضلي فوق الشريان القلبي أو نتيجة التهاب يصيب الشرايين التاجية نفسها.