
حذرت خبيرة التنمية البشرية هبة شمندي من الانجراف وراء التسوق الإلكتروني غير المخطط له الذي تحول إلى فخ يستنزف أموال المستهلكين بصمت في عصر الهواتف الذكية حيث أصبح الشراء عبر الإنترنت عادة يومية لا مجرد رفاهية بفضل سهولة الوصول للمنتجات من ملابس وأجهزة ومواد غذائية.
تكمن الأضرار المباشرة للتسوق غير الواعي في التأثير السلبي على الميزانية الشخصية حيث يعتقد المستخدم أنه ينفق مبالغ صغيرة لكنها تتراكم مع مرور الوقت لتستهلك جزءا كبيرا من دخله الشهري على سلع غير أساسية وقد يقود هذا السلوك إلى الوقوع في فخ الديون عبر الإفراط في استخدام بطاقات الائتمان وما يترتب عليها من أقساط وفوائد متزايدة.
ولا تقتصر المشكلة على الجانب المادي فقط بل تمتد لتشمل آثارا نفسية وخيمة فالكثيرون يشعرون بالندم والذنب بعد إتمام عمليات شراء اندفاعية خاصة عندما يكتشفون أن المنتج لم يكن ضروريا أو لا يرقى لتوقعاتهم وهذا الشعور المتكرر قد يسبب القلق والإحباط ويؤثر سلبا على الحالة المزاجية العامة.
تعتمد منصات التسوق الرقمية على استراتيجيات نفسية مدروسة بدقة لجذب العملاء ودفعهم للشراء دون تفكير إذ تستخدم عروضا مغرية وتخفيضات قد تكون وهمية بالإضافة إلى الإعلانات الموجهة التي تلاحق المستخدمين في كل مكان على الإنترنت وهذه الأساليب تخلق شعورا زائفا بالحاجة الملحة للشراء وتحول الأمر تدريجيا إلى عادة يصعب التخلص منها وقد تصل إلى الإدمان.
يؤدي الإفراط في تصفح المتاجر الإلكترونية إلى هدر ساعات طويلة من الوقت الثمين الذي يمكن استغلاله في أنشطة أكثر أهمية كما أن كثرة الخيارات المتاحة تربك العقل وتجعل اتخاذ القرار صعبا وفوق كل ذلك يزداد خطر التعرض للاحتيال عند الشراء من مواقع غير موثوقة تبيع منتجات مقلدة أو رديئة الجودة أو قد تسرق البيانات المالية للمستخدمين.
يقدم الخبراء مجموعة من النصائح العملية لتجنب هذه المخاطر منها وضع ميزانية شهرية محددة للتسوق والالتزام بها بشكل صارم وأيضا تطبيق قاعدة الانتظار لمدة 24 ساعة على الأقل قبل إتمام أي عملية شراء غير ضرورية لمنح النفس فرصة للتفكير العقلاني كما يفضل إعداد قائمة مشتريات مسبقة لتجنب التصفح العشوائي والحرص على الشراء من مواقع موثوقة بعد مراجعة تقييمات العملاء السابقين.