
تشير أبحاث حديثة إلى دور محتمل للشوكولاتة في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية التي تعد سببا رئيسيا للوفيات عالميا حيث تودي بحياة قرابة 17.9 مليون شخص سنويا وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية. وتكتسب هذه الأبحاث أهمية متزايدة مع ملاحظة ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض القلب خصوصا بين فئات الشباب غالبا نتيجة عوامل مرتبطة بنمط الحياة المتبع.
كشفت دراسة متخصصة أجريت عام 2020 وجود علاقة بين الاستهلاك المنتظم للشوكولاتة وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب. وخلصت الدراسة التي نشرت في المجلة الأوروبية لأمراض القلب الوقائية إلى أن تناول الشوكولاتة مرة واحدة على الأقل أسبوعيا ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي بنسبة تصل إلى 8%.
يعزو الخبراء هذه الفائدة الوقائية إلى احتواء الشوكولاتة على مركبات غذائية مهمة لصحة القلب مثل الفلافونويدات والبوليفينول والميثيل زانتين وحمض الستياريك. وتعمل هذه المواد مجتمعة على تقليل الالتهابات في الجسم وزيادة مستويات الكوليسترول الجيد المعروف باسم البروتين الدهني عالي الكثافة أو كوليسترول HDL وهو ما ينعكس إيجابا على صحة الأوعية الدموية.
وفي سياق متصل ركزت تجربة سريرية واسعة النطاق أجراها باحثون في مستشفى بريغهام والنساء على دراسة تأثير مكملات فلافانول الكاكاو المركزة بدلا من الشوكولاتة نفسها بهدف فهم أعمق لآليتها الوقائية. وانتقل البحث من دراسة الحلوى الشعبية إلى اختبار المكونات النشطة فيها بشكل مباشر لمعرفة قدرتها على الوقاية من أمراض القلب.
أظهرت نتائج هذه التجربة أدلة واعدة تشير إلى أن تناول مكملات فلافانول الكاكاو قد يساهم في تقليل المضاعفات القلبية الخطيرة. وسجل الباحثون انخفاضا ملحوظا بنسبة 27% في معدل الوفيات الناتجة عن أمراض القلب والأوعية الدموية لدى المشاركين الذين تناولوا المكملات وهو ما اعتبره الباحثون مؤشرا مهما يستحق المزيد من البحث المكثف.
وشدد الباحثون على أن دراستهم لم تكن تجربة على الشوكولاتة التجارية بل على مكمل غذائي بجرعات مركزة من فلافانول الكاكاو. وأوضحوا أنه من الصعب الحصول على نفس هذه الكمية من الفلافانول عبر تناول الشوكولاتة العادية دون استهلاك كميات كبيرة من السعرات الحرارية والدهون والسكريات المضافة التي قد تكون لها آثار سلبية. وتوجد مركبات الفلافانول المفيدة أيضا في أطعمة نباتية أخرى مثل الشاي والعنب والتوت.