
يكشف خبراء الصحة عن فوائد صحية مذهلة لتناول الشاي الذي يعد أحد أكثر المشروبات استهلاكاً على مستوى العالم بعد الماء حيث لا يقتصر دوره على كونه مشروباً منعشاً بل يمتد ليشمل حماية الجسم من أمراض خطيرة ودعم وظائفه الحيوية بشكل فعال.
تظهر الأبحاث العلمية أن الانتظام في شرب الشاي يرتبط بشكل مباشر بتعزيز صحة القلب والأوعية الدموية فقد كشفت دراسة هولندية أن استهلاك النساء كوبين من الشاي يومياً يقلل خطر تصلب الشرايين الحاد بنسبة تفوق 50 بالمئة بينما كانت النساء اللاتي شربن أكثر من خمسة أكواب يومياً أقل عرضة للإصابة بهذه الحالة. وفي سياق متصل أوضحت دراسة أخرى أن تناول الشاي بأنواعه المختلفة مثل الأسود والأخضر على المدى الطويل قد يخفض خطر الإصابة بالسكتات الدماغية بنسبة تصل إلى 60 بالمئة ويرجع الباحثون هذه الفائدة إلى غنى الشاي بمضادات الأكسدة التي تلعب دوراً محورياً في الوقاية من أمراض القلب.
وتمتد فوائد الشاي الأسود لتشمل إدارة التوتر إذ أثبتت إحدى الدراسات قدرته على خفض مستويات هرمونات التوتر في الجسم مما يؤدي بدوره إلى انخفاض ضغط الدم الانقباضي الذي يعد ارتفاعه عاملاً رئيسياً يزيد من خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية وقد وجد أن تناول الشاي الأسود لستة أشهر يساهم في خفض ضغط الدم بشكل ملحوظ.
يلعب الشاي دوراً وقائياً وعلاجياً فعالاً ضد الأمراض العصبية خاصة تلك التنكسية مثل مرض الزهايمر وتشير الأبحاث إلى أن مركبات البوليفينول الموجودة بكثرة في الشاي الأخضر قد تساهم في منع تدهور النواقل العصبية المسؤولة عن وظائف الدماغ الأساسية مثل الدوبامين والأدرينالين كما يعتقد أن هذه المركبات تمنع تراكم اللويحات الضارة في الدماغ التي تسبب ضعف الإدراك مما يجعل تناول كوب أو كوبين يومياً وسيلة لتعزيز قدرات التعلم والذاكرة.
تمتد الفوائد لتشمل صحة العظام حيث وجد أن الشاي الأخضر يحسن كثافة المعادن في العظام ويعزز قوتها وقد أظهرت دراسات أجريت على النساء المتقدمات في السن أن من يشربن الشاي يتمتعن بكثافة عظام أعلى في منطقة الورك ومعدل فقدان أقل للعظام مقارنة بغيرهن مما يؤكد دوره في الحماية من هشاشة العظام وفقدان العظام.
يبرز الشاي الأبيض بفعاليته في تعزيز جهاز المناعة ومكافحة الالتهابات البكتيرية حيث أثبت قدرته على محاربة البكتيريا المسببة لأمراض مثل المكورات العنقودية والعقدية والالتهاب الرئوي وتسوس الأسنان ويرجع تميزه إلى خضوعه لأدنى درجات المعالجة وعدم تخميره مما يحافظ على مستويات منخفضة من التانينات مقارنة بالشاي الأسود والأخضر ويعتقد الخبراء أن المواد الكيميائية الطبيعية فيه تقدم دعماً كبيراً للصحة العامة.
وفي جانب آخر من الفوائد الصحية أشارت دراسة مراجعة أجريت عام 2010 إلى أن الكافيين الموجود في أنواع الشاي المختلفة قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري بشكل عام.