
يتجاهل الكثيرون أهمية تغيير فرشاة أسنانهم بانتظام معتقدين أن استخدامها لستة أشهر أمر مقبول لكن هذا الاعتقاد الشائع قد يحول أداة النظافة الأساسية هذه إلى مصدر خطر على الصحة العامة حيث تتحول الفرشاة القديمة إلى بيئة خصبة لتكاثر البكتيريا والجراثيم التي تهدد سلامة الجسم بأكمله.
تتجاوز الأضرار حدود الفم لتصل إلى الجهاز التنفسي فعند التنفس بالقرب من فرشاة الأسنان الملوثة يمكن للبكتيريا أن تنتقل مع الهواء المستنشق إلى الرئتين مما يرفع من احتمالية الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي ويمثل هذا الأمر تهديدا خاصا للأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة أو لديهم أمراض تنفسية مزمنة.
لا يقتصر الخطر على البكتيريا وحدها بل يمتد ليشمل الفطريات التي تجد في الفرشاة الرطبة بيئة مثالية للنمو ومن أبرزها فطريات المبيضات البيضاء التي تسبب حالة مرضية تعرف باسم القلاع الفموي ويتميز هذا المرض بظهور بقع بيضاء تشبه الكريمة على اللسان والخدين من الداخل وأحيانا على سقف الحلق.
يمكن أن يؤدي الاستخدام المطول لفرشاة الأسنان إلى مشكلات صحية خطيرة تبدأ من الفم فالجراثيم المتراكمة على شعيراتها تهاجم اللثة مباشرة مسببة أمراضا مثل التهاب اللثة والتهاب دواعم السن وتظهر أعراض هذه الحالات على شكل تورم ونزيف في اللثة مع انبعاث رائحة فم كريهة وقد تتطور الأمور إلى حد فقدان الأسنان.
ومع مرور الوقت وتكرار الاستخدام تتلف شعيرات فرشاة الأسنان وتتكسر فتفقد قدرتها على إزالة بقايا الطعام والبلاك بفاعلية وهذا التدهور في الأداء يفاقم من تراكم الجراثيم ولهذا السبب يوصي الخبراء بضرورة استبدال فرشاة الأسنان كل ثلاثة إلى أربعة أشهر كحد أقصى لضمان تنظيف فعال وحماية صحة الفم والجسم.