
يمثل ارتفاع ضغط الدم تحديا صحيا عالميا يؤثر على حياة الملايين ويُعرف هذا المرض بالقاتل الصامت نظرا لأن أعراضه قد لا تكون واضحة لدى الكثيرين حيث تشير التقديرات إلى أن ملايين الأشخاص قد يعانون منه دون علمهم. إن إهمال علاج هذه الحالة الصحية يرفع بشكل كبير من احتمالية التعرض لمضاعفات خطيرة مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية.
تحدث مشكلة ارتفاع ضغط الدم عندما تضيق الأوعية الدموية الصغيرة المعروفة بالشرايين مما يجبر القلب على بذل مجهود مضاعف لضخ الدم عبر هذه الممرات الضيقة وهو ما يؤدي إلى زيادة الضغط داخل الأوعية. وتعتبر القراءات التي تصل إلى 140 على 90 أو تتجاوزها باستمرار مؤشرا على وجود ارتفاع في ضغط الدم.
في الحالات الطارئة التي تصل فيها قراءات ضغط الدم إلى مستويات خطيرة جدا مثل 180 على 120 مليمتر زئبقي يجب طلب الرعاية الطبية الفورية دون أي تأخير. وعند مواجهة مضاعفات حادة كنوبة قلبية أو سكتة دماغية يصبح الاتصال بالطبيب أمرا ضروريا ولا يجب الاعتماد على أي علاجات منزلية في مثل هذه المواقف الحرجة.
أما في حالات الارتفاع غير المصحوب بمضاعفات يمكن استشارة الطبيب حول فعالية بعض التقنيات السريعة لخفض التوتر والتي قد تساهم في تهدئة الجسم. تتمثل أولى الخطوات لخفض الضغط سريعا في الحفاظ على الهدوء والاستلقاء بشكل مسطح مع التوقف عن أي نشاط والتنفس بعمق وبطء حيث تساعد تمارين التنفس هذه على تخفيف التوتر وبالتالي خفض ضغط الدم مؤقتا.
توجد عدة طرق طبيعية قد تساهم في خفض ضغط الدم بشكل فوري دون الحاجة إلى دواء. على سبيل المثال يمكن لممارسة تمرين تنفس عميق لمدة دقيقة واحدة أن يساعد على الاسترخاء وخفض معدل ضربات القلب لأن التوتر والقلق من الأسباب المباشرة لارتفاع الضغط. كما أن الجفاف قد يسبب ارتفاعا في الضغط لذا فإن شرب كوب من الماء قد يساعد في تعديل مستوياته.
يمكن لبعض الأنشطة البدنية الخفيفة مثل المشي لمسافة قصيرة أو أداء بعض تمارين الإطالة البسيطة أن تساهم في خفض الضغط بشكل فوري. ومن الحلول الغذائية السريعة تناول قطعة صغيرة من الشوكولاتة الداكنة التي تحتوي على مركبات الفلافونويد المعروفة بتأثيرها الإيجابي على ضغط الدم مع ضرورة الاعتدال في تناولها.
أظهرت بعض الأبحاث وجود صلة بين التعرض لأشعة الشمس وضغط الدم حيث وجدت إحدى الدراسات أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية لمدة نصف ساعة يساهم في خفض الضغط. كما أن أخذ حمام بارد يساعد على تهدئة الجسم والاسترخاء وهو ما ينعكس إيجابيا على مستويات الضغط.
تشمل الخيارات الأخرى التي يمكن تجربتها شرب بعض المشروبات الطبيعية فقد أظهرت إحدى التجارب أن مشروبا مكونا من الشمندر وعصير التفاح ساعد في خفض ضغط الدم المرتفع. كذلك يعد شرب شاي الكركديه بشكل يومي وسيلة فعالة للمساعدة في السيطرة على ارتفاع ضغط الدم المزمن. وقد أثبت الوخز بالإبر فعاليته في إحدى الدراسات بعد تلقي العلاج يوميا لمدة شهر.
يبقى العلاج الدوائي هو الخيار الرئيسي للتحكم في ارتفاع ضغط الدم خاصة في الحالات التي لا تستجيب للتغييرات في نمط الحياة والنظام الغذائي. ومع ذلك فإن تبني أسلوب حياة صحي واتباع نظام غذائي متوازن يمكن أن يحسن مستويات الضغط تدريجيا مما قد يسمح بتقليل جرعات الأدوية تحت إشراف طبي. إن الجمع بين الأدوية والنظام الصحي يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالمضاعفات الخطيرة.