يثير تحديد الوقت الأمثل لممارسة الرياضة جدلاً واسعاً بين المهتمين باللياقة البدنية حيث يمتلك كل توقيت سواء الصباحي أو المسائي مجموعة فريدة من الفوائد. ورغم أن جداول الحياة المزدحمة قد تجعل من الصعب إيجاد وقت للنشاط البدني إلا أن ممارسة الرياضة يومياً تظل ضرورة لا غنى عنها للحفاظ على الصحة العامة والرفاهية في جميع الأعمار.
في المقابل تحمل التمارين المسائية مجموعة من المزايا الخاصة بها والتي ترتبط بشكل مباشر بأداء الجسم الفسيولوجي. تشير الدراسات إلى أن الجسم يصل إلى ذروة درجة حرارته خلال اليوم مما يحسن من وظائف العضلات وقوتها ونشاط الإنزيمات والقدرة على التحمل. هذا يجعل الجسم أكثر استعداداً للتمرين المسائي مما قد يجعله فعالاً للغاية في بناء القدرة على التحمل وتحقيق أهداف إنقاص الوزن.
تكمن جاذبية التمارين الصباحية في الفوائد النفسية والجسدية التي تقدمها حيث يمنحك إنجاز التمرين قبل بدء مهام اليوم شعوراً بالراحة والثقة بالنفس. ويساعد هذا الإنجاز المبكر على تخصيص بقية اليوم لأنشطة أخرى مثل الطهي أو التواصل مع الأصدقاء أو الاسترخاء. كما أن بدء اليوم بنشاط بدني مثل المشي السريع لمدة 45 دقيقة قد يقلل من تشتت الانتباه تجاه الطعام مما يساعد في التحكم بالوزن.
من الناحية الفسيولوجية يعتقد الخبراء أن الجسم قد لا يحتاج إلى فترات إحماء طويلة في المساء نظراً لأن حركية امتصاص الأكسجين تكون أسرع مما يعني استخدام الموارد الجسدية ببطء وكفاءة أكبر. يمكن أن يكون رد الفعل أسرع وهو عامل مهم للتمارين عالية الكثافة أو الجري على جهاز المشي. كما أن معدل ضربات القلب وضغط الدم يكونان في أدنى مستوياتهما مما قد يقلل من احتمالية الإصابة ويحسن الأداء.
تضيف التمارين الصباحية ميزة أخرى تتمثل في زيادة معدل الأيض مما يعني أن الجسم يستمر في حرق السعرات الحرارية على مدار اليوم. كما أن ممارسة الرياضة في الصباح الباكر قد تساهم في تنظيم دورات النوم بشكل أفضل والمساعدة في علاج الأرق. ووفقاً للخبراء فإن ممارسة الرياضة على معدة فارغة في هذا التوقيت تزيد من حرق الدهون بنسبة تصل إلى عشرين بالمئة وهو إنجاز يمكن تحقيقه بشكل أفضل قبل تناول وجبة الإفطار.
تشير بعض الدراسات إلى أن من يمارسون رياضة رفع الأثقال في وقت متأخر من اليوم يحصلون على نوم أفضل وينامون لفترة أطول مقارنة بأولئك الذين يمارسون نفس التمرين في الصباح. في النهاية يؤكد الخبراء أن أفضل وقت لممارسة الرياضة يعتمد على الأهداف الشخصية ونمط الحياة وإيقاع الجسم الطبيعي والأهم هو الانتظام والالتزام بروتين محدد.
