
كشف رجل الأعمال مساعد بن سيار عن واقعة قديمة تعود لأكثر من أربعة عقود حين تفاجأت عائلته ببيع أرض ضخمة مملوكة لوالده الراحل في مدينة جدة دون علمهم أو موافقتهم. وروى بن سيار كيف أن الأرض التي تقدر مساحتها بمئات الآلاف من الأمتار بيعت لأبناء الشربتلي من قبل محمد العمودي الذي كان والد بن سيار قد اشتراها منه لكنها ظلت مسجلة باسمه.
بدأت القصة تتكشف فصولها بعد وفاة والده حيث علموا بالصدفة عن طريق حمدان البلوي أن الأرض قد تم بيعها. وللتأكد من صحة المعلومة قامت العائلة بالبحث في إحدى الصحف ليجدوا خبر الصفقة منشورًا بالفعل مما شكل صدمة لهم ودفعهم للتحرك السريع.
وعلى إثر ذلك سافر بن سيار بصحبة عمه صالح إلى جدة ليجدوا أن عمليات البيع والشراء في الأرض تجري على قدم وساق. وحينما حاول عمه إيقاف المتعاملين وإخبارهم بأن الأرض ملك لعائلتهم قوبل بالرفض واستمرت عمليات البيع دون اكتراث لتحذيراتهم.
وتعود جذور المشكلة إلى صفقة عقدها والد بن سيار في حياته مع محمد عبود العمودي اشترى بموجبها قطعة أرض تبلغ مساحتها 750 ألف متر مربع تقع في موقع استراتيجي بجدة بالقرب من ميدان الكرة الأرضية والصالة الملكية. إلا أن الخطأ الجوهري تمثل في عدم قيام والده بنقل ملكية الأرض وتسجيلها باسمه بشكل رسمي حيث بقيت الوثائق باسم العمودي.
وبعد فشل محاولاتهم الميدانية في جدة لجأت العائلة إلى القنوات الرسمية فقدموا خطابًا إلى وزارة الداخلية التي كان يتولاها آنذاك الأمير نايف بن عبدالعزيز شارحين فيه تفاصيل القضية ثم عادوا إلى الرياض في انتظار ما ستسفر عنه الإجراءات.
بعد فترة تدخل حمد بن سعيدان في القضية حاملا رسالة من محمد العمودي الذي قدم اعتذاره للعائلة مبررًا تصرفه بأن بيع الأرض حدث عن طريق الخطأ. وقدم العمودي شيكًا بمبلغ 55 مليون ريال كتعويض عن الأرض التي أكد بن سيار أن قيمتها السوقية في ذلك الوقت كانت تقارب 200 مليون ريال. وأشار بن سيار إلى أن طيبة أعمامه وحسن نواياهم دفعتهم إلى قبول التسوية والتوقيع على الاتفاق وإنهاء الخلاف بهذا المبلغ.