
حذر خبراء في طب العيون من حالة طبية طارئة تعرف بانفصال الشبكية ورغم ندرتها فإنها تشكل تهديدا مباشرا وحقيقيا لحاسة الإبصار وقد تنتهي بالعمى الدائم إذا لم يتم التدخل الطبي العاجل لمعالجتها مما يستدعي الانتباه الشديد لأي علامات تحذيرية قد تظهر على العين.
وتظهر على المصاب مجموعة من الأعراض المنذرة التي لا يجب تجاهلها أبدا وتشمل هذه العلامات رؤية ومضات ضوئية مفاجئة خاصة في الأماكن المظلمة وظهور أجسام طافية تشبه النقاط السوداء أو الخيوط العنكبوتية تتحرك أمام مجال الرؤية. كما قد يلاحظ المريض ظهور ستار أو ظل داكن يبدأ غالبا من الأطراف السفلية للرؤية ويتحرك تدريجيا ليغطي مساحة أكبر بالإضافة إلى شعور عام بضبابية الرؤية أو انحسارها في جزء معين.
ويحدث انفصال الشبكية عندما تبتعد الطبقة الشبكية المسؤولة عن استشعار الضوء عن الأنسجة الداعمة الموجودة تحتها في الجزء الخلفي من العين وهذا الانفصال يمنع وصول الأكسجين والعناصر الغذائية الحيوية إلى خلاياها البصرية الأمر الذي يؤدي إلى تدهورها السريع وتأثر الرؤية بشكل سلبي.
ويزداد خطر التعرض لهذه الحالة لدى فئات معينة حيث يعتبر الأشخاص الذين يعانون من قصر نظر شديد ومرضى السكري أكثر عرضة للإصابة. وتلعب عوامل أخرى دورا مهما في زيادة المخاطر كالإصابات المباشرة في العين والتقدم في العمر الذي يسبب تغيرات طبيعية في الجسم الزجاجي للعين.
ويشدد الأطباء على أن سرعة التوجه إلى طبيب العيون فور ملاحظة أي من هذه الأعراض تمثل عاملا حاسما في إنقاذ البصر ومنع حدوث تلف لا يمكن إصلاحه. ويتم تشخيص الحالة عادة عبر فحص دقيق ومباشر لقاع العين لتحديد مكان الانفصال ودرجته.
ونوه الخبراء إلى أن هذه الأعراض قد تشير أحيانا إلى مشكلات أخرى في العين لكن نظرا لخطورة انفصال الشبكية فإن الاستشارة الطبية الفورية تبقى الإجراء الأكثر أمانا وضرورة لضمان سلامة العين والحفاظ على قدرة الإبصار.