
أكدت الدكتورة إيمان عبد العظيم استشارية الأطفال أن استقبال مولود جديد يمثل تجربة عائلية مبهجة لكنها تتطلب من الأم وعيا وحكمة للتعامل مع التحديات النفسية التي قد يواجهها الطفل الأول. فالطفل الذي اعتاد أن يكون محور الاهتمام قد يشعر بالقلق أو التوتر خشية فقدان مكانته ما يستدعي اتباع خطوات مدروسة للحفاظ على توازنه النفسي.
ومن الضروري عدم إهمال تخصيص وقت خاص ومنفرد للطفل الأكبر رغم الانشغالات المتزايدة برعاية الرضيع. يمكن لهذه الأوقات أن تكون بسيطة مثل قراءة قصة قبل النوم أو جلسة حديث قصيرة أو حتى مجرد احتضان بحب. هذه اللحظات الثمينة تؤكد للطفل أن مكانته في قلب والديه ثابتة ولم تتأثر بقدوم أخيه.
ويجب أن تبدأ التهيئة النفسية للطفل الأول قبل موعد الولادة بفترة كافية. ينصح بالتحدث معه عن قدوم فرد جديد للعائلة بكلمات بسيطة وسرد قصص إيجابية عن الإخوة الذين يلعبون ويتشاركون الحياة معا. هذا الأسلوب يساعد الطفل على تكوين تصور إيجابي عن الوضع الجديد ويقلل من مفاجأته عند وصول المولود.
كما أن إشراك الطفل الأكبر في التحضيرات لاستقبال المولود يمنحه شعورا كبيرا بالمسؤولية والأهمية. يمكن تكليفه باختيار بعض ملابس الرضيع أو المساعدة في ترتيب غرفته. هذه المشاركة تجعله يشعر بأنه شريك أساسي في هذا الحدث العائلي السعيد وليس شخصا تم تهميشه.
ومن الأساليب الفعالة بناء مفهوم إيجابي لدور الأخ الأكبر. يجب شرح أن هذا الدور يتضمن مسؤولية جميلة مثل حماية ورعاية الأخ الأصغر الذي يحتاجه. يمكن تشجيعه على المساعدة في مهام بسيطة مثل إحضار الحفاضة مع توجيه الشكر والثناء له باستمرار على مساعدته القيمة.
من الطبيعي أن تظهر على الطفل الأكبر بعض علامات الغيرة أو أن يعود لبعض السلوكيات الطفولية التي تجاوزها. في هذه الحالة يجب التعامل مع الموقف بحكمة وتفهم بدلا من العقاب. من المهم احتواء مشاعره والتأكيد له أن ما يشعر به أمر طبيعي وسيتلاشى مع الوقت.
وينبغي على الوالدين تجنب الوقوع في فخ المقارنة بين الطفلين سواء في المظهر الخارجي أو في السلوكيات. فالمقارنات تزرع بذور الغيرة والشعور بالنقص لدى الطفل الأكبر. بدلا من ذلك يجب التركيز على إبراز نقاط قوته ومدح صفاته المميزة لتعزيز ثقته بنفسه.