شهدت أسواق الصاغة في مصر موجة صعود غير مسبوقة في مستهل تعاملات اليوم حيث سجلت أسعار المعدن الأصفر ارتفاعات تاريخية دفعت جرام الذهب من العيار 21 وهو الأكثر انتشارا ورواجا بين المواطنين لتجاوز حاجز الخمسة آلاف جنيه لأول مرة في تاريخ تداولاته.
وتفصيلا سجل سعر جرام الذهب من عيار 24 مستوى 5726 جنيها بينما بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 قيمة 5010 جنيهات وقد لامس في وقت سابق مستوى 5020 جنيها. وفي السياق ذاته وصل سعر جرام الذهب من عيار 18 إلى 4294 جنيها في حين قفز سعر الجنيه الذهب ليسجل 40080 جنيها.
هذه القفزة الكبيرة في الأسعار محليا لم تأت من فراغ بل جاءت كانعكاس مباشر للتطورات في البورصات العالمية التي شهدت بدورها تحقيق المعدن النفيس لأرقام قياسية جديدة. فقد افتتحت أونصة الذهب العالمية تداولاتها الأسبوعية على ارتفاع ملحوظ لتسجل مستوى تاريخيا جديدا عند 3722 دولارا بعد أن اخترقت المستوى النفسي الهام عند 3700 دولار.
ويعزو المحللون هذا الصعود العالمي في المقام الأول إلى استمرار تأثر الأسواق بقرار البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي اتخذه الأسبوع الماضي والقاضي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. وقد بدأت الأسواق بالفعل في تسعير السياسة النقدية الجديدة وسط توقعات متزايدة بإجراء خفضين إضافيين للفائدة خلال العام الجاري في شهري أكتوبر وديسمبر.
ومما يدعم هذا الاتجاه الصاعد أيضا استمرار عمليات الشراء القوية من قبل البنوك المركزية حول العالم وصناديق الاستثمار المتخصصة في الذهب وهو ما يعزز الطلب بشكل كبير. يضاف إلى ذلك توقعات بعض المؤسسات المالية الكبرى بأن سعر الأونصة مرشح للوصول إلى مستوى 4000 دولار على المديين القريب والمتوسط.
وعلى الصعيد المحلي يلعب سعر صرف الدولار مقابل الجنيه دورا محوريا في تحديد أسعار الذهب. فقد لوحظ ارتفاع تدريجي جديد في سعر الدولار بالبنوك الرسمية الأمر الذي منح زخما إضافيا لأسعار الذهب المحلية وزاد من وتيرة صعودها إلى جانب الدعم القادم من الأسعار العالمية.
وفي ظل هذه المعطيات يترقب المستثمرون عالميا صدور بيانات التضخم الأمريكية المقبلة وخطابات مسؤولي الفيدرالي بحثا عن مؤشرات جديدة بينما ينصب التركيز محليا على مراقبة التحركات المزدوجة لسعر الدولار وأسعار الذهب عالميا وسط توقعات باستمرار الموجة الصعودية إذا واصل المعدن الأصفر تحقيق قمم سعرية جديدة في الأسواق العالمية.
